بعد دراسة شملت 10.000امرأة، توصل الباحثون الى أن بيوت الأزياء لا تنتج ملابس مناسبة لاحجام النساء. ولا يستطيع أربعون في المائة من النساء الحصول على التصميم الذي يناسب أشكال أجسادهن. ويعتبر النساء في الفئة العمرية من 19الى 30عاما الاكثر معاناة في شراء الملابس اما أن يكون اصغر او اضيق من اللازم. وتعهد موزعو الملابس الاسبانية بالعمل على حل هذه المعضلة. حيث وافقت بيوت الازياء مثل "زارا" و"مانغو" على التعاون مع الحكومة لوضع مجموعة جديدة من المقاييس لمساعدة النساء في الحصول على الملابس حسب الحجم المطلوب بالضبط. وسيتم العمل على اعتماد مقاييس موحدة تلتزم بها كل الشركات العاملة في هذا المجال، لوضع حد للاختلاف في المقاييس الذي يواجه النساء عند التسوق من محلات مختلفة. وتقول متسوقة في احد محلات زارا "لا تعرف الواحدة منا المقاس الذي يناسبها. فالمقاس الذي يناسبني في هذا المحل، يختلف عن المقاس الذي يناسبني في محل آخر. وذلك يسبب الكثير من المعاناة في التسوق". وشملت الدراسة الاسبانية، التي تعتبر الاكبر من نوعها، تصوير أجسام ألف امرأة بواسطة الليزر، وتمت مقارنة الصور ثلاثية الابعاد مع المقاسات المتوفرة في السوق. واستنتجت الدراسة وجود ثلاثة انواع من الجسم. فالنوع الاول هو الجسم الاسطواني، حيث لا توجد اختلافات كبيرة بين مقاسات الجسم في القمة والوسط؛ اما النوع الثاني فهو الجسم المشابه للساعة الرملية، حيث يكون الخصر دقيقا جدا مقارنة بالصدر والعجز؛ اما النوع الثالث فهو الجسم المماثل لثمرة الكمثرى. وثلث النساء تقريبا يندرج في قائمة النوع الثالث، ولكن التصميمات المتوفرة في المحلات لا تأخذهن في الحسبان. وتخطط السلطات الاسبانية في الوقت الراهن لإلغاء المقاييس الاوربية للفساتين مثل مقاسات 36و 38و 40و 42.وهي المقاسات المساوية للمقاسات الانجليزية 8و 10و 12و 14.وستكون التصميمات الجديدة بمقاسات للطول وقياسات مختلفة بالنسبة للفخذ والخصر والصدر. وتأمل الحكومة الاسبانية في حال نجاح هذه التعديلات ان تتبناها جميع دول الاتحاد الاوربي. والى جانب مشاكل الحجم كشفت الدراسة الاسبانية بعض التوجهات الخطيرة، حيث ذكرت الغالبية العظمى من النساء من فئة النحيفات جدا انهن "راضيات" عن احجامهن، ويشمل ذلك 70في المائة من النساء اللائي تقل اوزانهن عن الوزن الطبيعي. كذلك اوضحت الدراسة ان النساء الاقل رضا بأجسامهن ينتمين الى الفئة العمرية من 16الى 19عاما، بالرغم من ان معدلات السمنة من ناحية عامة منخفضة في هذه الفئة. وقال وزير الصحة الاسباني بيرنات سوريا "يحتاج هؤلاء النساء الى المساعدة لحل هذه المشكلة". وينتاب الحكومة الاسبانية القلق من تفشي اضطرابات التغذية مما دفعها الى وضع هذه القضية على رأس الاجندة الوطنية. وطلبت من محلات الازياء التوقف عن استخدام موديلات نحيفة اكثر من اللازم، لأنها تعتقد ان ذلك يساهم في تكون تصور غير صحي للجسم المثالي. وقامت وزارة الصحة بإغلاق مواقع الانترنت التي تروج لفقد الشهية. وكان أحد هذه المواقع قد أجرى منافسة بين الفتيات تفوز فيها الفتاة التي تتمكن من الوصول الى أدنى سعرات حرارية في الطعام الذي تتناوله. من ناحية أخرى حظرت كل من اسبانيا وإيطاليا والبرازيل العارضات الأكثر نحافة من المشاركة في عروض الازياء.