بدأت مؤخراً فعاليات المؤتمر الطبي العالمي الثاني لامراض الجلد والتجميل الذي ينظمه مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الابحاث بجدة بالتعاون مع مستشفى الملك خالد للحرس الوطني والجمعية السعودية للامراض الجلدية بحضور اكثر من 800طبيب ومتخصص من مختلف دول العالم. وفي بداية المؤتمر القى رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر رئيس قسم الجلدية بمستشفى الملك فيصل الدكتور محمد قاري كلمة اكد فيها على اهمية المؤتمر مبينا ان المؤتمر يشارك فيه اكثر من 20متحدثا يلقون 30محاضرة وورقة عمل تغطي كافة الامراض الجلدية والتجميلية الى جانب اكثر من 40ورشة عمل تغطي العديد من الموضوعات منها الليزر والتقشير الكيميائي والبوتوكس وكل ما يتعلق بالعلاجات غير الجراحية في مجال التجميل والجلدية. وشدد الدكتور قاري على اهمية استخدام الادوية المرخصة من وزارة الصحة في علاج الامراض الجلدية او العلاجات المستخدمة في العلاجات التجميلية مشيرا الى ان ما ذكر عن البوتوكس من انه يؤدي الى الوفاة وضيق في التنفس لا صحة له وفق الدراسات العلمية التي اجريت موضحا ان حدوث الاخطاء الطبية للعلاجات التجميلية ناتج عن سوء تقدير الطبيب للحالة التي يعالجها. وحذر الدكتور قاري من الادوية المغشوشة وغير المرخصة من وزارة الصحة والتي قد تؤدي الى مضاعفات في حالة استخدامها خاصة في بعض مراكز التجميل. كما ألقى استشاري ورئيس قسم الجلدية في مستشفى الملك خالد للحرس الوطني الدكتور على الردادي كلمة بين فيها ان 80% ممن يخضعن لعمليات التجميل من الاناث وان اغلب هذه العمليات العلاجية يستخدم فيها الليزر والتقشير وحقن مادة البوتوكس موضحا ان المؤتمر يعد ظاهرة طبية مميزة. وتناول مدير مستشفى الملك فيصل التخصصي طارق لنجاوي ان المؤتمر يناقش واحد من أهم المجالات العلاجية التي طرأت على المجتمع من خلال ظاهرة عالمية واضحة في لجوء الانسان الى الاهتمام بمظهره بعد تقدم الطب في مجالات التجميل وبما يخدم المريض ولا يتعارض مع الشرع او الاسس الطبية لممارسة المهنة. وتناول المؤتمر دراسة علمية حول ما تم نشره مؤخرا من ان مادة البوتوكس المستخدمة في ازالة تجاعيد الوجه التعبيرية والجبهة والرقبة، وكذلك فرط التعرق في القدمين واليدين وتحت الابطين والحول وتشنج الاجفان وعمليات التجميل تسبب ضيقا في التنفس او صعوبات في البلع وان استخدام البوتكس أدى الى حدوث بعض الوفيات. وأكدت الدراسة ان ما ذكر لا يعتمد على منهجية علمية او بحث تم الاستناد عليه. وقال استشاري الامراض الجلدية في مستشفى الملك خالد الجامعي بالرياض الذي اجرى العديد من الدراسات والتطبيقات والجراحات في استخدام مادة البوتوكس الدكتور عبدالله السماري ان الدراسات العلمية اكدت فعالية البوتوكس في العديد من العلاجات خاصة ازالة التجاعيد وعلاج المرضى الذين يعانون من شدة التعرق المفرط وانه لا توجد اية مضاعفات من استخدامه. وأضاف ان ما أثير مؤخرا من هيئة الادوية والاغذية الامريكية عن منتج البوتوكس لم يذكر ان هناك علاقة مباشرة بين هذه الحالات والمنتج وان المرضى الذين ذكروا في التقرير كانوا يعانون من حالات مرضية متعددة ويتعاطون العديد من الأدوية، وشدد الدكتور السماري في دراسته على ان التطبيقات التي أجريت على مدى سنوات طويلة على المرضى واستخدام البوتوكس لم تسجل مضاعفات او حالات كما جاء في التقرير وان معدلات الامان في مادة البوتوكس عالية جدا تفوق المعدلات الموجودة في مثيلاتها من الادوية الاخرى. وحذر الدكتور السماري من البوتوكس المغشوش الصيني الصنع والذي قد يؤدي الى حدوث المضاعفات ووجود اجسام مضادة داخل الجسم عكس البوتوكس الاصلي مبينا الى ان مادة البوتوكس الاصلية المصرحة من وزارة الصحة في المملكة تابعة لمجموعة الليرجان الامريكية. وأوضحت الدراسة ان البوتوكس هو عبارة عن بروتين عالي النقاء مستخرج من نوع من البكتيريا اللاهوائية الموجودة في التربة عن طريق عمليات التخمر البيولوجي مثل سائر انواع المضادات الحيوية موضحة ان البوتوكس يعمل على إيقاف فرز مادة الاسيتيل كولين المسؤولة عن انقباض العضلات مما يؤدي الى انبساط هذه العضلات المتيبسة وازالة أعراض التوتر العضلي. ولفتت الدراسة الى ان البوتوكس اثبت فعالية عالية في علاج الحول وخلل التوتر الوجهي وتشنج الاجفان وخلل توتر بؤري للعضلات والذي يسبب إغلاقا مؤقتا للعين مع عمى وظيفي محتمل وتشنج نصف العين. ونصحت الدراسة ان يتم استخدام البوتوكس تحت اشراف طبي ومن ذوي الخبرة لمعرفة البوتوكس الاصلي من أي منتج اخر غير معتمد من وزارة الصحة. كما تناول المؤتمر من الادوية المقلدة والمغشوسة والتي قد تؤدي الى نتائج سلبية خاصة بعض انواع الكريمات وقيام البعض باستخدامها بشكل عشوائي.