ضرب المواطن محمد بن محمد العميرات العطوي (48) عاما أروع صور العفو عند المقدرة حينما أعلن في ساحة تنفيذ القصاص بمدينة تبوك عن عفوه عن قاتل ابنه عبدالرحمن رحمه الله (احمد بن سالم الصبيحات العطوي) وذلك ظهر أمس الجمعة وسط تهليل وتكبير الحاضرين الذين عاشوا لحظات إعلان العفو. وقد أبدى المواطنون والمسؤولون بمنطقة تبوك تقديرهم واحترامهم لصاحب الدم على ما ضربه من مثال يحتذى به في العفو عند المقدرة وهذا يجسد معدن أبناء هذه البلاد المتحابين والمتآلفين. وعبرت عشيرة المعفى عنه عن عظيم شكرهم وتقديرهم لصاحب الدم على عفوه عن ابنهم واصفين هذا العمل بأنه عمل إنساني نبيل داعين المولى عز وجل أن يجعله في موازين حسناته مؤكدين أن هذا العفو هو كرم ونبل من صاحب الدم داعين الله أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته وغفرانه وان يعوض أهله خيرا معتبرين هذا العمل دينا عليهم تجاه صاحبه طالبين من الله العون في ذلك. كما عبروا عن شكرهم وتقديرهم لصاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز أمير منطقة تبوك على متابعته المستمرة والفاعلة لكل مافيه من إصلاح ذات البين بين أبناء المنطقة شاكرين في الوقت ذاته جهود جميع من شارك في السعي والتوسط من اجل هذا العفو ويخصون بالشكر الشيخ سعود بن عيد بن حرب والشيخ عبدالله الضيوفي والشيخ محمد بن حميد بن عمر والأستاذ عبدالعزيز بن عطاالله أبو شعيل والى كل من ساهم في فعل الخير. وقال ل "الرياض" عبدالله هليل الصبيحات العطوي إن العشيرة كافة ترفع أيديها إلى المولى عز وجل أن يجزي صاحب هذا العفو خير الجزاء ويجعل التوفيق حليفه في الدنيا والآخرة مؤكدا على أن صفات التسامح والعفو هي من أخلاق الإسلام ومن صفات الرجال قديما وحديثا والعفو عند المقدرة هو من أرفع مراتب العفو وكانت لجنة إصلاح ذات البين بتوجيه من سمو أمير منطقة تبوك الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز قد التقت صاحب الدم عدة مرات طالبين منه الصفح والعفو عن قاتل ابنه طلبا للمثوبة والأجر من الله تعالى. وعبر ل "الرياض" صاحب الدم الذي عفا عن قاتل ابنه (عبدالرحمن) لوجه الله المواطن محمد بن محمد بن عيد العميرات العطوي في حديث له بعد العفو إن الله تعالى وفقه للاستجابة لشفاعة أهل الخير في العفو عن القاتل حيث إن جموع المصلين وأصحاب الفضيلة المشائخ طلبوا مني بعد صلاة الجمعة وقبل لحظات من تنفيذ القصاص أن أعفو عن قاتل ابني واطلب العوض من الله تعالى وكانت لحظات صعبة عشتها ذلك الحين إلا أنني وعندما نظرت إلى أبنائي السبعة من حولي فلم أجد منهم معارضة شجعني ذلك على أن أتوكل على الله وأعفو عن قاتل ابني ليبدأ حياة جديدة ينفع فيها دينه وأسرته ووطنه وأدعو له بالتوفيق والهداية كما أكد ل "الرياض" هليل بن عيد العميرات العطوي عن سعادته بهذا الموقف من ابن أخيه الذي راعى القربى وصلة الرحم بين جماعته فعفا عن قاتل ابنه لوجه الله تعالى.