قال راديو اسرائيل ان عدد القتلى الذين سقطوا الليلة قبل الماضية في القدس الشريف جراء العملية التي نفذها فلسطيني بلغ ثمانية وجرح احد عشر ثلاثة منهم حالتهم خطيرة. وقال قائد شرطة القدس اهارون فرانكو ان منفذ العملية دخل إلى المعهد في الثامنة والنصف ليلا حيث أخرج بندقية من صندوق كان يحمله واخذ يطلق النار بصورة عشوائية في المكتبة التابعة للمعهد التي كانت مكتظة. من ناحيته ندد مجلس الوزراء الفلسطيني بالهجوم. وعلل المجلس في بيان له بهذا الصدد تنديده بالعملية "لتعارضها مع مبدأ نبذ العنف وتعريضها مصالح الشعب الفلسطيني للخطر". وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد ندد بالعملية فور وقوعها .. وقال انه يدين كافة العمليات التي تستهدف المدنيين من الفلسطينيين والاسرائيليين. كما باركت حركة المقاومة الاسلامية (حماس) العملية .. وقالت في بيان اصدرته في غزة أن هذه العملية البطولية تأتي في إطار الرد على جرائم الاحتلال الصهيوني المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني والتي كان اخرها ارتكاب هذا المحرقة بحق أهالي ومواطني قطاع غزة الصامد. وعلى صعيد آخر اطاح العرب بمحاولة الولاياتالمتحدة في مجلس الامن استصدار بيان رئاسي من المجلس يدين العملية الفلسطينية - أمس الاول - ضد مدرسة يهودية في القدسالغربية. مندوب الولاياتالمتحدة زالماي خليل زاد، الذي دعا إلى جلسة طارئة لمجلس الأمن - في فجر أمس بتوقيت الرياض، حضر بصورة غاضبة إلى الاجتماع بالقول للصحفيين في خارج قاعة مجلس الأمن لقد هزنا العمل الإرهابي على المدرسة اليهودية في القدس الذي ندده بأشد العبارات وسوف نجري مشاورات بشأنه مع اعضاء المجلس الآخرين". العرب ادانوا خلال جلسة المناقشات لمجلس الأمن أي عمل ارهابي وحملوا (اسرائيل) مسؤولية الجرائم التي ارتكبتها ولاتزال في قطاع غزة وفي مدن الضفة الغربيةالمحتلة، كما يجب ان يشمل البيان كل هذه الحقائق عن الجرائم الاسرائيلية وان لا يكتفي بادانة العملية الفلسطينية. وبمثل ما دخل المندوب الامريكي مجلس الأمن بصورة غاضبة فقد خرج من المجلس - بعد الجلسة - بصورة أشد غضباً إذ أعلن فشل الولاياتالمتحدة في تمرير بيانها الرئاسي في مجلس الامن محملا اللوم على موقف - ليبيا - العضو العربي الوحيد في المجلس التي تمثل الموقف العربي برفض التنديد للعملية الفلسطينية في القدسالغربية. واستمرت ردود الفعل الدولية في ادانة العملية رغم فشل مجلس الامن الدولي. ووقفت الولاياتالمتحدة كالعادة في مقدمة تلك الدول حيث دان الرئيس الاميركي جورج بوش امس الهجوم "الوحشي" كما قال والذي اسفر عن مقتل ثمانية طلبة اسرائيليين في القدس، واعرب عن الادانة نفسها ايضا المرشحان الديموقراطيان إلى الانتخابات الرئاسية. وقال بوش في بيان "ادين بأشد العبارات الممكنة الهجوم الارهابي الذي استهدف طلبة ابرياء ... هذا الاعتداء الوحشي والمؤذي يستحق الادانة من كل البلدان". واوضح بوش انه اتصل برئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت وقدم له "تعازيه الحارة". واضاف "قلت له ان الولاياتالمتحدة تقف بقوة إلى جانب اسرائيل في مواجهة هذا الهجوم الرهيب". ودان المرشحان إلى الانتخابات الرئاسية الهجوم. وقال باراك اوباما الذي كان اول من عبر عن رد فعل "ادين بشدة هذا الاعتداء الجبان"، مكررا تأكيد وقوفه إلى جانب اسرائيل. وقالت منافسته للفوز بترشيح الحزب الديموقراطي إلى الانتخابات الرئاسية هيلاري كلينتون "على الولاياتالمتحدة والمجموعة الدولية ان تعلنا بوضوح عدم تساهلهما مع هذه الاعمال الارهابية المؤسفة وسنستمر في الوقوف إلى جانب اسرائيل في معركتها ضد الارهاب". كما دانت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس في بروكسل الهجوم. ووصفته بأنه "عمل ارهابي وتخريبي". وفي لندن اعرب وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند عن اسفه الخميس للهجوم "المخيف" وقال "ان الطريقة الوحيدة لتخليد ذكرى الذين قتلوا هي اقامة شرق اوسط متحرر من سلطة السلاح بفضل عملية سياسية تستبعد فيها الاكثرية المسالمة الاقلية القاتلة". على صعيد آخر اعلنت متحدثة باسم الجيش الاسرائيلي امس ان الجيش فرض اغلاقا كاملا على الضفة الغربيةالمحتلة حتى مساء اليوم، غداة الهجوم الذي اسفر عن سقوط ثمانية قتلى في مدرسة دينية يهودية في القدسالغربية. وقالت المتحدثة "فرضنا اغلاقا تاما على يهودا والسامرة (الضفة الغربية) حتى مساء السبت". وقالت المتحدثة الاسرائيلية ان الفلسطينيين الذين يطلبون التوجه إلى اسرائيل "لاسباب انسانية" سيسمح لهم بذلك. وفي اولى ردود الفعل تجاه هذه العملية ذكر شهود عيان ان اكثر من عشرة فلسطينيين اعتقلوا فجر امس في احد احياء القدسالشرقية حيث كان يقيم منفذ الهجوم على المدرسة التلمودية. وقال الشهود العيان وذوو معتقلين ان الشرطة قامت بعملية مداهمة لمنزل علاء هشام ابو دهيم ( 25عاما) في حي جبل المكبر بعد ان ابلغت اسرته بانه منفذ العملية. واضافت المصادر نفسها ان معظم الذين اوقفوا اقرباء واصدقاء لابو دهيم. ورفضت الشرطة الاسرائيلية تأكيد هذه الاعتقالات.