تتنافس كبيرات السن على إعداد لحم "القفر" أو "القديد" بلهجة أخرى وتقديمه لأبنائهن وأقاربهن من محبي هذه الأكلة القديمة حتى إنها تحولت من حاجة ابتكرها الناس في ذلك الوقت على حسب إمكانياتهم إلى وجاهة ومفخرة تعتز بها من تتقنها وتحظى بالثناء والمديح والطلبات المستمرة لإعداده. فغياب الثلاجات وأجهزة التبريد في الماضي وحاجة الناس في ذاك الوقت لحفظ اللحوم ساهم بابتكارهم هذه الطريقة المميزة والتي تسمى "تقفير" اللحم للاستفادة منه أطول وقت ممكن، خاصة عندما يتوفر بكثرة في موسم مثل عيد الأضحى. أما في هذا الوقت مع توفر الثلاجات وأجهزة التبريد اختفت هذه الطريقة التي قد لا تكون معروفة لدى كثير من الناس، ولكنها مازالت في أذهان كبار السن ونقلها بعض منهم إلى أبنائهم الذين أصبحوا يعشقون هذه الطريقة التي أصبحت نكهة تنقلهم إلى الماضي بمجرد تذوقها والاستمتاع بطعمها الغريب. وشرحت السيدة قبيلية ابراهيم الحمد طريقة تجهيز لحم "القفرة" بأنه يقطع اللحم الى شرائح طويلة وبعد ذلك يرش بملح ويلف بإحكام بقطعة قماش حتى يجف من الدم وجميع السوائل الموجود فيه، ثم بعد ذلك ينشر على حبل (غير معرض للشمس) حتى يجف تماما، عندها يكون جاهزاً للطبخ ويفضله كثير من الناس أن يكون مطبوخاً مع "المطازيز" أو "المرقوق".