بالأمس البعيد فعلها الأجداد واليوم يسعى الأحفاد لاقتفاء الأثر والسير على النهج، هكذا هو المشهد في الاتفاق، فهذا الفريق الذي حقق لقب كأس سمو ولي العهد في العام 1385ه، أي قبل 44عاماً، ها هو اليوم من جديد يسعى لتكرار ذلك الإنجاز لكن بأسماء جديدة تسعى لادخال فارس الدهناء لبوابة جديدة من بوابات التاريخ كما فعلت الأجيال المتعاقبة على النادي. الاتفاق الذي تأسس في العام 1376ه الموافق 1944م استطاع وهو الذي لم يبلغ سن الرشد بعد في ذلك الوقت أن يزاحم أقوى الأندية السعودية وأعتاها ففي العام 1385ه استطاع الاتفاقيون في ذلك العام أن يصلوا لنهائي كأس الملك وكأس ولي العهد وأن يظفروا باللقب الأخير من أمام الاتحاد بعد فوزهم بثلاثة أهداف نظيفة وكانوا قبل ذلك قد خسروا كأس ولي العهد في نفس العام من أمام الأهلي بثلاثة أهداف مقابل هدف، قبل أن يعودوا مجدداً ويحرزوا نفس اللقب في العام 1388ه من أمام الهلال في اللقاء الذي انتهت نتيجته 2/4.واليوم حيث يعود الاتفاق مجدداً للمنافسة على لقب كأس ولي العهد تحضر معه تلك الذكريات الجميلة التي تسجل للاتفاق بمداد من ذهب بأنه صاحب سجل بطولي ينصبه كأحد أهم الأندية السعودية خصوصاً وان هذه الانجازات تعاقب عليها أجيال، فمن شاركوا في تحقيق اللقب عام 1385ه هم يحملون صفة "أجداد" اليوم ما يعني ان اللاعبين الذين سيشاركون في مباراة الغد هم بمثابة أحفاد لهم، وللدلالة على عراقة مثل هذا الانجاز فإن بعضاَ من رجالات ذلك الجيل هم تحت الثرى اليوم حيث ودع البعض منهم الدنيا وكان آخرهم إبراهيم الدوسري أحد أبناء "الفصمة" المشهورين سعود ومحمد وإبراهيم الذي فارق الدنيا في أغسطس الماضي. هذا التاريخ يجعل لاعبي الاتفاق مطالبين من قبل جماهيرهم من يسيروا على نهج أولئك الأبطال الذين وضعوا النادي منذ بزوغ فجره على طريق الإنجازات وهو ما فعلوه بالفعل حيث كان هذا الجيل بقيادة "صالح بشير" ورفاقه في مستوى المسؤولية بتحقيقهم غير بطولة محلية وخارجية. وإذا ما نجح هؤلاء في الاستمرار على الخط البطولي للاتفاق فإن التاريخ الذي مازال شاهداً على انجازات الرعيل الاتفاقي الأول سيكتب اسماءهم أيضاَ من ذهب كما كتب اسماً غيرهم.