رغم عدم تعود المجتمع على وجود مهندسات معماريات يتخصصن في التصميم والبناء إلا أن إحدى الكليات الخاصة في جدة فتحت هذا المجال أمام الطالبات السعوديات ليستطعن ممارسته بعد تخرجهن. عدد من طالبات هذه الكلية أكدن مقدرة المرأة على استيعاب متطلبات التصميم والعمارة وتلبية متطلبات الأسرة السعودية كونها الأقرب والأعرف لما تميل إليه بنت جنسها التي تلعب دورا أساسيا في التصميم المنزلي والإنشاء والبناء المتخصص للوحدات السكنية الخاصة. فيما أشار عدد من المسؤولين إلى أن عمل المرأة في التصميم والعمارة يغطي جانبا اجتماعيا حيث تستطيع التعامل مع قرينتها والتعبير لها عن رغباتها وتطلعاتها كما أن المرأة أكثر تذوقا وإحساسا بالفن والتصميم مشيرين إلى أن نسبة الطالبات في أقسام العمارة في عدد من دول العالم بلغت أكثر من 50مما يؤكد تميز الفتيات في هذا المجال. في البداية بين مساعد أمين مدينة جدة الدكتور عبد القادر الأمير استعداد أمانة جدة لتبني تدريب المهندسات في التدريب الصيفي وفق مذكرة تفاهم تحقق للطرفين متطلبات العمل والتدريب العملي مشيرا إلى أن المهندسة أكثر استيعابا لعمل التصميم المنزلي كونها أكثر إبداعا والأكثر تركيزا على التفاصيل كما أنها ستسهل على المرأة السعودية التواصل مع المهندسة لمناقشة تفاصيل المنزل مباشرة دون وسيط واستشهد الدكتور الأمير بتميز تجربة جامعة الملك فيصل في الاستفادة من المصممات في طرح ومعالجة إحدى المشاريع المؤثرة والهامة. واعتبر مدير مشروع تطوير مطار الملك عبد العزيز بجدة المهندس عدنان زهيري وجود مهندسات سعوديات خطوة إيجابية في عدة اتجاهات أبرزها الجانب الاجتماعي حيث تستطيع المرأة التعامل مع قرينتها في عرض الأفكار الخاصة بتفاصيل المنزل وتصميمه ومحتوياته كما أن المرأة تتميز بالحرفية والخوض في التفاصيل مما يؤهل المشاريع الخاصة للتميز والشمولية. وطالب زهيري الطالبات بالجد والصبر حتى يوفقن للمشاركة في التنمية عبر تخصصهن المميز وأبدى استعداد إدارته التعاون في توظيف المهندسات حال سنحت الظروف بذلك. من جهتها أوضحت عميدة كليّة عفّت الدكتورة هيفاء رضا جمل الليل أن الكلية أقامت منذ 3سنوات قسم العمارة ليلبي متطلبات تعليم المرأة ومواكبة سوق العمل النسائي المحلي والإقليمي والعالمي وليساهم في تنمية المجتمع حيث تمّ تصميمه ليحتوي على كل ما تحتاجه المعمارية والمصممة في مختلف أنواع العلوم لتتقن مهنتها بأفضل مستوى فني ولتتمتع بفكر شمولي ووعي يمكنها من خلق بيئة حضارية تتناغم مع الطبيعة. وأضافت أن القسم تبني نظريات وأطراً معمارية معاصرة تماشي المعايير العالميّة وتعهد بتقديم برنامج دراسي يتماشى مع التطوّر والنمو الاقتصادي الذي تشهده البلاد، فالخريجات مؤهلات لتلبية حاجات الأمة الحضاريّة والصناعيّة والاقتصاديّة ضمن أطر الثقافة الإسلاميّة ومستعدات للعمل فوراً كمعماريات محترفات يمارسن المهنة رسمياً في القطاعين الحكومي و الخاص أو من خلال مكاتبهن الخاصة المدعومة بتصاريح ممارسة مهنة رسمية من وزارة التجارة . فيما أشارت رئيسة قسم العمارة بكليّة عفّت الدكتورة ميرفت الشافعي إلى أن لدى الكلية اتفاقية تعاون مبدئية مع كليّة العمارة في جامعة ميامي بالولايات المتحدةالأمريكية بهدف تطوير المناهج الأكاديمية لإتاحة فرصة متابعة الطالبات لدراستهن العليا، كما يستضيف القسم الخبرات المتميزة المعمارية من جامعة باريس مالاكاي في فرنسا لإثراء القسم من جهة وللاشتراك في لجان التحكيم النهائي من جهة أخرى لتقييم مشاريع الطالبات. وأكدت الشافعي أن مؤسسات محليّة وعالمية فتحت أبوابها لاستقبال طالبات القسم في صيف هذا العام للتدريب الصيفي كأحد متطلبات التخرج في قسم العمارة. وأعربت الطالبة مي موصلي "في السنة الثالثة" عن سعادتها وزميلاتها كونهن أول دفعة نسائيّة يتخرجن كمهندسات عام 2009.وأضافت: لقد اخترت هذه الدراسة لأني أحب التصميم ولأنّ المرأة بطبيعتها تتمتع بحس مرهف يجعلها تتقن أدق التفاصيل في خطوات التصميم، وقد وجدت ذلك في دراستي حيث أهلني برنامج قسم العمارة لأكتشف ذاتي ولأكون مصممة محترفة تمتاز تصاميمها بالجمال والمتانة لترضي مختلف الأذواق والرغبات. وتؤكد الطالبة ميسان مأمون أن القسم يتمتع ببرامج تعليمية وصلت إلى أرقى المستويات وهيئة أكاديميّة عالمية ذات خبرات مما غرس فينا التفاؤل الشديد لمواصلة الدراسات العليا في أرقى جامعات وكليات العالم وفي توفير الفرص الوظيفية الواعدة في أرقى مؤسسات المجتمع. وتشير الطالبة هزار محمد فادن إلى أنها تسعى لتلبية احتياجات السوق في التصميم والعمارة وتسعى لتحقيق أمنية والديها بتخرجها مهندسة معمارية وقد صممت مشروع لأحد البنوك المحلية بشكل بيضاوي زجاجي يحفظ المعلومات ويعبر عن الشفافية في الطرح مما يتيح لمستخدميه متابعة ما يجري على الواقع .