مشكلة الغلاء التي يمر بها المجتمع السعودي لا تمثل حالة خاصة بل هي عالمية.. أي ليست خاصة بالمجتمع السعودي فقط.. الإشكال في الوضع الحالي أن وزارة التجارة تمارس دور المتفرج السلبي وليس المتفرج بمفهوم كرة القدم..؟ حيث يحرص بعض اللاعبين على استثارة جماهير ناديه للحضور بكل الطرق..؟ ووزارة التجارة - حفظها الله - وزاد من (ركادتها) كأنها تمثل الجمهور السلبي حيث تكتفي بالتفرج على المواطنين وهم يعانون من رفع الأسعار، خاصة وأن بعض الأسر اضطرت لتغيير طعامها من الأرز إلى البيض والنتيجة أن البيض أصبح ذهباً.. والأرز ألماساً والرغيف كعكاً.. والفقير جائعاً.. لا أريد أن يعتقد البعض أن هذا حال الجميع أبداً ولله الحمد ولكن أعتقد أن ارتفاع الأسعار بات شرخاً في وجدان بعض الأسر وخاصة ذات الأعداد الكبيرة والدخل المنخفض..؟؟ أعتقد أن دور وزارة التجارة لا يقف عند حد التقارير أو أن تؤكد أن الغلاء ظاهرة عالمية ولكن دورها أكبر من ذلك.. نعم عليها أن تساعد الفقير على تجاوز تلك الأزمة خاصة وأن خادم الحرمين اتخذ إجراء حاسماً بدفع إعانات للتجار خاصة في منتجي الأرز وحليب الأطفال.. وللاسف المواطن إلى الآن لم يلمس تأثير تلك الإعانات بل العكس حاصل حيث استمرار الارتفاع للسلعتين..؟؟ والأخطر أن الأمر لامس أيضاً رغيف الخبز، حيث اختفى من بعض المناطق بشكل مبالغ فيه ويوحي بنية الرفع، ورغيف الخبز هو الوجبة الرئيسية لتلك الأسر البسيطة..؟ فبعضنا تذمر من ارتفاع الأرز لكنه قادر على شرائه وبعضنا يتذمر من بوادر غلاء الرغيف وقد يعجز عن توفيره..؟؟ مما يعني ضرورة أن تعيد وزارة التجارة دورها في ضوء المستجدات في موجات الغلاء غير المبرر.. بخطوات اجرائية علاجية مناسبة من خلالها يستعيد سوق التجزئة وضعه الطبيعي خاصة وأن بعض السلع تمثل أساساً غذائياً لبسطاء المواطنين..؟ حقيقة غلاء الكوسة مهما بلغ له بديل ولكن اختفاء الرغيف لا بديل له وان انتعشت أفران القرصان لبعضنا والكعك لبعضنا الآخر..؟؟ دعم خادم الحرمين لتلك السلع يعني حرص ولاة الأمر على معيشة المواطن ولكن وزارة التجارة ما زالت للاسف تمارس دور المتفرج غير المعني بشأن المواطن البسيط الذي استبدل الأرز بالخبز ولكن إذا أصبح الخبز نادراً فهل يستبدل الخبز بالكعك.. أم أن وزارة التجارة قادرة على كبح شبح الغلاء كما أراد بذلك خادم الحرمين الشريفين عبر أكثر من قرار مثل دعم السلع وتخفيض رسوم الموانئ..