تزايدت في الآونة الأخيرة جرائم وقضايا العمالة الوافدة على أمن المجتمع واقتصادياته وقيمه الاجتماعية. وتعود أسباب هذه الجرائم نتيجة عوامل كثيرة، أهمها تدني مرتبات هذه العمالة مقابل حالة الغلاء التي يعيشها المجتمع إلى جانب تزايد حالات الهروب من هذه العمالة للبحث عن أعمال أخرى تدر أموالاً في مدة زمنية محدودة كذلك عدم متابعة كثير من المواطنين لمكفوليهم، لاسيما في حركة تنقلاتهم بين المحافظات أو الأحياء. ومن الجرائم المثيرة التي أخذت حيزاً من اهتمام "العمالة المخالفة" هي السرقة بكافة أشكالها وصورها حيث أصبحت وسيلة للبحث عن المال بطرق احترافية عالية. ومن الوسائل المشجعة على السرقة هي بحث هذه العمالة عن "السكراب" أو "الخردوات" الموجودة في الطرقات وأماكن البناء والتقاطه وتجميعه وتخزينه داخل الاستراحات أو المزارع أو المستودعات التي يتم استئجارها لهذا الغرض. وقد تطاولت "العمالة المخالفة" من التقاط المواد الخام الموجودة في الشوارع إلى اقتلاع وسرقة كثير من هذه المواد ومن ذلك أغطية الصرف الصحي وأسلاك الكهرباء وهياكل المكيفات واسطوانات الغاز والسياج الحديدي لكثير من الطرقات وغيرها مما يتطلب مواجهة حازمة لهذه العمالة التي أخذت تشوه كثيرا من الواجهات الحضارية للمجتمع وتتطاول على الممتلكات العامة والخاصة وتسيء لأمن المجتمع وقيمه الاجتماعية. "الرياض" تابعت نشاط هذه "العمالة المخالفة" في إحدى استراحات جنوبالرياض ولاحظت حجم الإقبال الكبير والحركة النشطة لهذه العمالة في جمع وتخزين "المواد المسروقة" كما لاحظت حجم الأرباح الطائلة التي تحققها هذه العمالة من بيع الخردوات. البداية كانت مع أحد العمالة الذي حمل على رأسه مجموعة كبيرة من البراميل والحديد والأوراق حيث تابعنا مسيرته التي طالت أكثر من كيلو حيث استوقفناه ولاحظنا عليه ملامح التعب والارهاق، وعند سؤالنا له عن هذا العمل أوضح أنه يدر له مبالغ كبيرة منذ أكثر من عامين مشيراً إلى ان بضاعته سهلة الحصول كونها تؤخذ من الشوارع ومخلفات الشركات والمصانع.وقال أنه يجني يومياً من (50- 70) ريالاً ولم يخف أمانيه بامتلاك مركبة ينقل عليها هذه الخردوات لكي يحقق مكسباً أكبر. بعدها توجه هذا العامل لإحدى الاستراحات وطرق بابها وإذا بأحد العمالة يستقبله وآخر يصرف له النقود وثالث يقوم بترتيب الخردوات كل نوع في موضعه المناسب. وعند الساعة الحادية عشر صباحاً بدأ السوق الفعلي وكثرة قدوم العمالة وزادت الحركة من قبل هؤلاء العمالة الذين استخدموا سيارات مؤسساتهم وشركاتهم لنقل هذه الخردة، وكذلك دراجات استخدمت لاتمام هذا الفرض إضافة إلى العمالة الذين يحملون هذه البضائع على أكتافهم. الغريب في الأمر ومن خلال متابعة "الرياض" الذي تجاوز أكثر من خمس ساعات بالقرب من الاستراحات بجنوبالرياض ان أكثر المتعاملين مع هؤلاء العمالة هم عمالة البلدية الذين يتولون مسؤولية تنظيف الشوارع والذين استخدموا سيارات البلدية لنقل هذه الخردوات.ولعل السؤال هنا أين الجهات المسؤولة عن متابعة ومحاسبة مثل هؤلاء المخالفين الذين يصرون على المخالفة وغير مبالين بالأنظمة التي تمنعهم من الإقبال على هذا الإجراءات مما يدفعهم للسرقة بكافة أشكالها.