هناك أسباب عديدة ومختلفة تجعل لجائزة الأوسكار خصوصية كبرى لدى صناع الأفلام، لذا نجد الكثيرين منهم ينتظرون الربع الأخير من العام حتى يزيحوا الستار ويكشفوا عن أفلامهم الجديدة. وفي آخر شهرين من العام الماضي تزاحمت مجموعة كبيرة من الأفلام الهامة التي كانت لها حظوظ قوية في الترشح والفوز بأرفع جائزة سينمائية في العالم لكنها خسرت الرهان في نهاية المطاف. كانت البداية مع فيلم (في البريّة-Into the wild) للمخرج والممثل المشاكس "شون بن" الذي لم يرشح إلا لجائزتين كأفضل تحرير وأفضل ممثل ثانوي للعجوز هال هولبروك ولسوء الحظ لم ينل أياً منهما، وخرج فيلماً خالي الوفاض رغم أن الكثير من النقاد كانوا يعتبرونه واحداً من أفضل أفلام السنة ومن قائمة الأفلام الأوسكارية!. وكذلك الأمر مع فيلم (أمريكان غانغستر- American Gangster ) الذي ترشح هو الآخر لجائزتين كأفضل إخراج فني وأفضل ممثلة ثانوية للعجوز روبي دي، هذا الفيلم أخرجه المخضرم ريدلي سكوت الذي يعده أعضاء الأكاديمية مرشحاً متوقعاً لنيل الأوسكار نظراً لتاريخه السينمائي الحافل، وقد كان من المتوقع أن نرى اسم الفيلم مترشحاً في عدة فئات رئيسية، لكنه خرج من الحفل بلا شيء؛ حتى أن دانزل واشنطن الذي كان اسماً متوقعاً لم يترشح!. دانزل واشنطن قد يكون فعلياً هو الخاسر الأكبر هذا العام، فبالإضافة إلى دوره المتميز في (American Gangster ) قام بإخراج فيلمه الثاني ( The great Debaters ) الذي يتكلم عن التعصب ضد السود ومعاناتهم في أمريكا في فترة الثلاثينات وهو الموضوع الأثير عند واشنطن الذي يلعب هنا دور بروفيسور أسود يدعى ميلفن تولسون وهو مستوحى من قصة حقيقية، وقد خرج هذا الفيلم بلا انتصارات ولا حتى مجرد ترشيحات للأوسكار. فيلم ( to yuma 103) من الأفلام الضخمة هذا العام والتي كان يُتوقع لها أن تحقق شيئاً لكنها لم تترشح إلا لجائزتين ثانويتين للموسيقى والصوت من دون أن تظفر بأي منهما، الفيلم كان من توقيع جيمس مانغولد (الذي أخرج قبل عامين الفيلم الرائع (Walk The Lineومثّل فيه كوكبة من النجوم يتقدمهم راسل كرو وكريستيان بل والمخضرم بيتر فوندا. أما المخرج الكندي ديفيد كروننبيرغ الذي اشتهر بشخصيته الغريبة وأفلامه التي لا تقل عنه غرابة فقد قدم هذه السنة فيلماً احتفى به النقاد والجمهور كثيراً وهو (وعود شرقية- Eastern Promises ) لكن هذا لم يشفع له عند أعضاء الأكاديمية الذين تكرّموا عليه بترشيح يتيم في خانة أفضل ممثل وكانت من نصيب فيغو مورتينسون. أما الفيلم الظريف (حرب تشارلي ويلسون) Charlie Wilson s War الذي أخرجه المخرج المخضرم والحاصل على الأوسكار مايك نيكولز، ولعب البطولة فيه كتيبة أوسكارية سبق وأن فازت بالجائزة وهم توم هانكس وجوليا روبرتس وفيليب سيمون هوفمان الذي عاد وترشح عن دوره في هذا الفيلم في فئة أفضل ممثل ثانوي، وهو الترشيح الوحيد للفيلم. أحد الخاسرين أيضاً في سباق أوسكار 2007الفيلم البصري المذهل (سويني تود- Sweeny Todd ) الذي أخرجه العبقري تيم بيرتون وأسند البطولة فيه لنجمه المفضل "جوني ديب" والذي ترشح عن دوره كأفضل ممثل رئيسي، فقد كان فيلماً غنائياً ضخماً حسب المعايير الهوليودية، والمتتبع لتاريخ الأوسكار يجد أنها لطالما أحبت وتوجت الأفلام الغنائية منذ فيلم The Broadway Melody عام 1929وصولاً إلى فيلم (شيكاغو- Chicago) عام 2002، لكن فيلم بيرتون الجديد سقط من قائمة حساباتها وأصبح أحد أكبر الخاسرين.