أطلق فضيلة الشيخ الدكتور سعود الفنيسان عميد كلية الشريعة سابقا والأستاذ المشارك بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية فتوى تحرم تسريب "الدقيق" إلى أصحاب المواشي لاستخدامه علفاً حيوانياً. وقال ل"الرياض" لا يجوز شرعا استخدام الدقيق كعلف حيواني، وتسريبه نوع من الإجرام والتحايل، والمساعدة على هذا التحايل يعتبر مساعدة على إشعال الأسعار التي التهبت في الآونة الأخيرة. وأشار فضيلته إلى أن "الدقيق" أنتج من اجل حياة الإنسان، والمتحايل من أصحاب المواشي يعتبر ظالماً لنفسه وفقد طاعة الله ولم ينصح، موضحا في الوقت ذاته انه لا يجوز إطعام الدقيق للحيوانات حتى لو اشتراه بحر ماله، وأضاف "من حصل على دقيق فعليه أن يستهلكه أو يعطيه أو يبيعه بمقابل لمن يستحقه" .وقال الأستاذ المشارك بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية "إن الدقيق يطحن ليكون مأكولا لبني ادم، و لن يجعل الله بركة في الحيوانات التي يتم إطعامها منه"، موضحا إن أصحاب المواشي حريصون على بقاء ثروتهم والمحافظة عليها والتي زادت أسعار بعضها على ديات بني ادم. وتأتي هذه الفتوى في أعقاب التصريحات التي أدلى بها مسئولو المؤسسة العامة لصوامع الغلال ومطاحن الدقيق والتي ارجعوا فيها نشوء أزمة الدقيق إلى تسريب "الدقيق" من قبل متعهدين محليين لأصحاب مواشٍ لاستخدامه كعلف حيواني. في حين كاشفت المؤسسة أمس الأول الموزعين الرئيسيين حول أسباب نشوء أزمة الدقيق متهمة إياهم بإيقاد سوق سوداء بهدف تحقيق مكاسب سريعة من خلال قصر تعاملاتهم مع الوافدين، ووجه أحمد الشبل المدير العام لصوامع الغلال ومطاحن الدقيق في الرياض اتهاما مباشرا للموزعين، وقال "إن كميات من الدقيق يتم صرفها تحت غطاء متعهدين سعوديين تباع خلف أبواب المؤسسة لوافدين، ما تسبب في نشوء سوق سوداء للدقيق". وأشار الشبل في حينه إلى إن مخصصات المتعهدين لم يطرأ عليها تغيير، موضحا أن الكميات المخصصة للمتعهدين تصرف لغير مستحقيها، وأضاف "لن نحسم كيساً واحداً من مخصصات الموزعين، ولدينا مطلق الصلاحيات في استبعاد المتلاعبين وسنشطب اسم أي مخالف"، وأضاف "تجاوزنا ازمة معوقات التحميل، وخفضنا أسعار التحميل من 20هللة إلى 5هللات، وحريصون على توفير الدقيق لكل مخبز". وكشف الشبل عن تواطؤ متعهدين في تأجيل استلام الكميات المخصصة لهم من المؤسسة حسب توقيت التسليم لحين اجتماع عملائهم، مطالباً في الوقت ذاته الموزعين بمزيد من الشفافية، وقال الشبل مخاطبا المتعهدين كنتم توزعون فائض الدقيق لمخابز غير مسجلة، ولم يتأثر الاستهلاك الآدمي، ونحن نقول لكم تجاوزا منا وزعوا الدقيق لأصحاب المخابز ومن يستحقه، لكن لا تسربونه إلى أصحاب المواشي. وتشهد مدن المملكة حاليا نقصاً حاداً في الدقيق خصوصاً الدقيق الفاخر الذي لم يعد متوفراً منذ أشهر، وتفاقمت أزمة الدقيق التي تعيشها المنطقة، ما أدى إلى إغلاق مخابز عادية وآلية في عدة مناطق، وإذا استمرت أزمة نقص الدقيق فإنها ستلقي بظلالها على عموم المستهلكين.