كاشفت صوامع الغلال ومطاحن الدقيق أمس الموزعين الرئيسيين حول أسباب نشوء أزمة الدقيق متهمة إياهم بإيقاد سوقا سوداء بهدف تحقيق مكاسب سريعة من خلال قصر تعاملاتهم مع الوافدين، فيما دافع الموزعون عن أنفسهم على اعتبار أن المخصصات الممنوحة لهم ثابتة منذ 15عاما وأن "الصوامع" لم تراعي الزيادة في عدد السكان ومعها زيادة الاستهلاك. ووجه أحمد الشبل المدير العام لصوامع الغلال ومطاحن الدقيق في الرياض اتهاما مباشرا للموزعين، وقال "إن كميات من الدقيق يتم صرفها تحت غطاء متعهدين سعوديين تباع خلف أبواب المؤسسة لوافدين، ما تسبب في نشوء سوق سوداء للدقيق". وبالفعل اعترف الموزعين بوجود بعض المتلاعبين من المتعهدين معتبرين أن ممارسة هؤلاء تمثل حالات فردية لا يمكن القياس عليها ولن تلقي بظلالها على تعاملات السوق بالتسبب في نشؤ الأزمة. وقال الشبل ل "الرياض" إن المؤسسة تنتج 2.6مليون طن، ويباع 45مليون كيس دقيق سنويا ، ومخصصات المتعهدين لم يطرأ عليها تغيير، مشيرا إلى إن الكميات المخصصة للمتعهدين تصرف لغير مستحقيها، وأضاف "لن نحسم كيساً واحداً من مخصصات الموزعين، و لدينا مطلق الصلاحيات في استبعاد المتلاعبين وسنشطب اسم أي مخالف" ، وأضاف "تجاوزنا ازمة معوقات التحميل، وخفضنا أسعار التحميل من 20هللة إلى 5هللات، وحريصون على توفير الدقيق لكل مخبز". لكن موزعين قالوا إن كميات العرض اقل من الطلب، مشيرين إلى معوقات تواجههم أثناء التحميل، تتمثل في طلب العاملين في البوابات الرئيسية مبلغ 50ريالا مقابل الدخول، وقالوا "نواجه ضغوطات وتعرضنا لسرقات من أصحاب المواشي، ونمنع من مقابلة المسئولين في المؤسسة. وكشف الشبل عن تواطؤ متعهدين في تأجيل استلام الكميات المخصصة لهم من المؤسسة حسب توقيت التسليم لحين اجتماع عملائهم، مطالباً في الوقت ذاته الموزعين بمزيد من الشفافية. وقال الشبل مخاطبا المتعهدين" كنتم توزعون فائض الدقيق لمخابز غير مسجلة، ولم يتأثر الاستهلاك الآدمي، ونحن نقول لكم تجاوزا منا وزعوا الدقيق لأصحاب المخابز ومن يستحقه، لكن لا تسربونه إلى أصحاب المواشي، فيما ارجع الموزعون النقص الحاصل في كميات الدقيق إلى وجود مخابز جديدة ليس لها حصة في صوامع الغلال ومطاحن الدقيق. إلى ذلك أكد صالح الخليل مدير عام التموين في وزارة التجارة والصناعة شطب اسم أي متعهد متلاعب من السجلات، وقال الخليل مخاطبا المتعهدين "حصصكم ثابتة، ونراقب الأسواق لرصد المتلاعبين". وقال الخليل هناك تنسيق بين "التجارة" وصوامع الغلال لحسم عمليات التلاعب. وتعيش المملكة حاليا أزمة غذائية كبيرة تتمثل في شح الدقيق ، واستمر النقص في مخابز عدة مدن، ما دعا مخابز إلى إغلاق أبوابها أمام الزبائن في اغلب المناطق، وبات واضحاً تأثير الأزمة من خلال تقليص حجم الرغيف في المخابز ، فيما عمد عاملون في مخابز إلى رفع سعر رغيف الخبز. وتفاقمت أزمة الدقيق التي تعيشها مدن المملكة حاليا، ما أدى إلى إغلاق مخابز عادية وآلية في عدة مناطق، فيما وضعت محلات لافتات اعتذار للزبائن عن قلة الإنتاج من الخبز. وإذا استمرت أزمة نقص الدقيق فإنها ستلقي بظلالها على عموم المستهلكين، ما يتسبب في إغلاق المخابز والمصانع القائمة ، الأمر الذي يؤدي بدوره إلى نشوء أزمة محلية، حيث تشهد المنطقة نقصاً حاداً في الدقيق خصوصاً الدقيق الفاخر الذي لم يعد متوفراً منذ أشهر.