رعى صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة مساء أمس فعاليات منتدى جدة الاقتصادي في دورته التاسعة. وقال سموه في كلمته يسعدني أن أكون بينكم اليوم في افتتاح الدورة التاسعة، لهذه التظاهرة الاقتصادية العالمية، وأن أحيي ضيوفنا الأفاضل، الذين قدموا إلى المنتدى لإثرائه بالفكر والعمل. واسمحوا لي أن أبعث - عبر منتداكم - رسالة أخوة وصداقة، إلى العالم بأسره، انطلاقاً من روابط المملكة العربية السعودية مع شعوب العالم بعلاقات وطيدة، تواصلت عبر قرون عديدة، وأسهمت في تاريخ الإنسانية تأثراً وتأثيراً. وأضاف قائلاً: أحدثكم من مهد حضارة قامت إلى جوار بيت العتيق: من جدة بمكانتها الاستثنائية، بوابة للحرمين الشريفين، والميناء الإسلامي الأكبر على البحر الأحمر، على أمواجه توافدت إليها حضارات شتى، ثم أقفلت واحدة تلو الأخرى، وبقيت آثارها تشكل مجتمعاً، نسيجه أمم وثقافات عدة، حاكه الزمان لها طابعاً ونمطاً، يرتاح له الزائر، ويهفو إليه الغالب. ويأتي انعقاد منتداكم في جدة، بهذا الزخم من القيادات السياسية والفكرية والاقتصادية العالمية، إثراء للمنتدى وتفعيلاً لدوره في تبادل التجارب والخبرات، وإقامة الشراكات العالمية، وتجسيداً لوجه جدة الحضاري، ولمنطقة مكةالمكرمة كمركز أساسي لتلاقح الحضارات، وللمملكة كشريك استراتيجي في الساحة العالمية. ووصف جدة بأنها مدينة ديناميكية، استطاعت على مر العصور أن تستوعب الزحام المتزايد، للعابرين بالملايين من الحجاج والمعتمرين والزوار والتجار، وأن تنجح في التحدي الحضاري، بامتصاص الثقافات المتنوعة، والخلوص منها بنهج خاص وضعت عليه خاتمها، وأصبحت سوقاً محلية ودولية على مدار العام، توظف صنعة التخصص شرياناً أساسياً لشبكة تجارية كبيرة، تمثل عماد اقتصادها. وبدخول عصر العولمة، تطورت أصول التجارة في هذه المدينة، من مجرد بضائع تغدو وتروح، إلى فكر يدير ويدور، وتحولت هويتها الاقتصادية، من صناعات تحاك للاستهلاك، إلى معرفة تصاغ وتفعّل، وها هي تواكب العصر، بمواصلة التجديد بكل جديد، مطوعة إياه لقيمنا وهويتنا، ولما يلائم بيئتنا. وأشار إلى أن المملكة العربية السعودية، تعيش اليوم فرصة تاريخية، طالما نبهت إليها، إذ تحدو مسيرتها قيادة دأبها المبادرات، ونهجها الاستنارة، حيث يسعى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبدالعزيز، إلى تحقيق نقلة نوعية، تقفز بالمجتمع إلى العالم الأول دفعة واحدة على مطية الارتقاء بالاقتصاد والصناعة، فكانت مدينة الملك عبدالله الاقتصادية، والارتقاء بالعلم والمعرفة فقامت جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، واحدة من أحدث جامعات العالم، وهما المثالان الحديثان زمناً، البعيدان أثراً في تحقيق النقلة. كما أن القيادة توظف الوفرة المالية للغرض ذاته، بما يتيح فرصة استثمارية تاريخية لنا، وللعالم من حولنا. وقال اننا في المملكة، نتابع بالتقدير والاحترام، ما حققته الأمم الأخرى، من نجاحات، في تفعيل اقتصادها وتنمية مجتمعها، بالقدر الذي نعتز بما حققه اقتصادنا، من نجاح مماثل في تنمية مجتمعنا، وتغرينا الطفرة الحالية، والاستفادة من دروس الماضي، بأن نرتقي بحجم التجارة والاستثمار بيننا وبين دول العالم، إلى مستوى يليق بطموحنا، كدولة تفخر بمواردها ومؤهلاتها. وأمامنا فرصة حقيقية، لبناء قاعدة اقتصادية، نرتاد بها آفاقا جديدة، ونتابع توظيف النجاح، في خدمة النجاح، حتى يصبح طموحنا بلا سقف ولا يعرف الحدود، وقد حان الوقت لنرى على الواقع، استثمارات بمزايا تفضيلية. وأضاف: انني أدعو - من خلالكم - المستثمرين في العالم، المنظر إلى جدة خاصة، والمملكة العربية السعودية عامة، كمركز تجاري وحضاري، يتطلع إلى توسيع علاقات التجارة والاستثمار والسياحة والثقافة. ولسوف تشهد الأيام القابلة - بإذن الله - مجالات أكثر اتساعاً للتعاون، ورجال الأعمال الحاضرون والغائبون مدعوون لاغتنام الفرصة، بتكوين شراكات نفتح بها أبواباً جديدة، لتعاون إقليمي وعالمي بناء، ونحن ننشد المشاركة في صناعة الحضارة العالمية، لنقوى جميعاً في وجه التحديات، ومسؤوليتنا أمام الله، ثم أمام الوطن والإنسانية، أن نفتح المجال لكل مشروع وطني، ولكل شراكة عالمية، قناعة منا بأن علينا - كما على باقي الأمم - أن نراجع تجاربنا بأمانة، وأن نستفيد من نجاحات غيرنا، لنضيف إلى مخزوننا المعرفي والعملي، تراكمات تعمل على توفير عوامل الرخاء والأمن والطمأنينة لنا وللأمم.. اليوم وغداً.. إلى ذلك، قال عبدالرحمن عبدالقادر فقيه رئيس مجلس إدارة شركة جبل عمر للتطوير الشريك الرئيسي للمنتدى "لا غرابة أن يكون حاضر مكةالمكرمة التجاري والاقتصادي هذه الأيام امتداداً لذلك الماضي التليد العريق، الذي يوجد فيه اليوم نماذج فريدة من التحالفات والشراكات تتجسد في مشروع معماري استثماري هو مشروع شركة جبل عمر للتطوير". وأضاف ان عدد المتحالفين بعقاراتهم البالغ عددها 1225عقاراً بمساحات صغيرة عشوائية وخربة ولا يوجد بها الخدمات اللازمة ليقوم مكانها 30برجاً باستخدامات متنوعة كالفنادق والمباني السكنية تستوعب 34.500ساكن، ومحلات ومراكز تجارية. ويمتد هذا التحالف مع المصالح العامة بالمنطقة بتوفير البنية التحتية والخدمات العامة من مصلى متصل بصرياً وسمعياً بساحات المسجد الحرام ويتسع ل 70ألف مصل ومواقف للسيارات العامة تتسع ل 9500سيارة ومحطة مركزية للنقل ونفق للسيارات بشارع إبراهيم الخليل لفصل حركة السيارات عن المشاة، بالإضافة إلى نفق رئيسي للخدمات ومواقع خدمية للدوائر الحكومية.