شهدت العاصمة الروسية موسكو اللقاء السابع بين الرئيس الجزائري "عبد العزيز بوتفليقة" والرئيس بوتين، والتي كانت العلاقات الثنائية هي المحور الرئيسي للمحادثات والتي وصفها الرئيسان بأنها تملك آفاقا واسعة لتطويرها، وأكدت المصادر على أن اللقاء يهدف الارتقاء بعلاقات البلدين، خاصة الاقتصادية والتجارية، وأنه جاء بصورة عامة متناولاً بالبحث المستفيض مجمل العلاقات الثنائية. وفي إطار مناقشة الرئيسين نشاط مجلس الأعمال الروسي الجزائري، دعا بوتين إلى تعزيز التعاون في مجال الطاقة، معبراً عن أمله في أن تتمتع الشركات الروسية بآفاق جيدة للعمل في الجزائر كتلك التي تتمتع بها نظيراتها الأوروبية، وقد كشف الرئيس الجزائري عن فوز شركة سكك الحديد الروسية بمناقصة إنشاء خطوط جديدة لسكك الحديد في بلاده، كما تم التوقيع على اتفاق للتعاون في مجال النقل الجوي والبحري، وأشار بوتفليقة أن وجود الشركات الروسية في الجزائر قد حقق نتائج إيجابية، خاصة في مجالي التنقيب والإنتاج، داعياً الشركات الروسية للاستثمار والشراكة في قطاعات النفط والغاز والنقل والمناجم والصحة، منوهاً إلى ما تتمتع به روسيا من خبرات في هذه المجالات. قد تناول الجانبان مراحل تنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها خلال زيارة بوتين للجزائر عام 2006، وقد كان التعاون في قطاعي النفط والغاز أبرز الموضوعات المطروحة على الطاولة، إدراكاً للدور الذي تلعبه الجزائر على الصعيد العالمي بصفة عامة والأوروبي بصفة خاصة ورغبة من روسيا في مواصلة التعاون في هذا المجال تحقيقاً لأهداف استراتيجية الطاقة الروسية. وفيما يتعلق بتأسيس تكتل للدول المصدرة للغاز، أشار بوتفليقة ،في حديثه لوسائل الإعلام لدى وصوله موسكو، إلى وجود لجنة متخصصة لتبادل المعلومات حول هذا الموضوع من بين الدول المنتجة والمصدرة للغاز وأن بلاده تشارك فيها، موضحاً أن مهمتها تقتصر على طرح جوانب وظروف عمل هذا التكتل وما يمكن أن يصادفه، مضيفاً أن هذه اللجنة من المقرر أن تقدم اقتراحاتها خلال المؤتمر القادم والمقرر عقده في موسكو هذا العام. ولم يغب الشرق الأوسط عن القمة حيث طالبت موسكووالجزائر بضرورة العمل على تسوية الوضع في إطار الشرعية الدولية. كما تطرق الرئيسان للتعاون في مجال مكافحة الإرهاب وسبل التصدي للتطرف الديني والعرقي، إلى جانب تعزيز الحوار السياسي بين البلدين، خاصة فيما يتعلق بالقضايا الإقليمية والدولية. هذا وقد أشار الرئيس الجزائري في حديثه إلى وجود برنامج للتعاون التقني مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية للاستخدامات السلمية ، وأن التعاون الروسي الجزائري في هذا المجال والذي بدأ منذ عام 2005مازال مستمراً، منوهاً إلى أنه كان من المقرر عقد جولة من المباحثات في موسكو إلا أنه تم تأجيلها لوقت لاحق بناء على رغبة روسيا. ويأمل المراقبون في أن تكون زيارة بوتفليقة لموسكو قد نجحت في إزالة الغموض الذي يعتري ما أثارته وسائل الإعلام الروسية قبيل بدء الزيارة، والخاصة بعزم الجزائر إعادة خمس عشرة مقاتلة روسية من طراز "ميج 29" لعيوب فنية، الأمر الذي قد يشكل تهديداً لمستوى التعاون التقني العسكري بين البلدين، وما تشهده مراحل المفاوضات بين "جاز بروم" الروسية و"سوناطراك" الجزائرية، خاصة بعد الفشل في التوصل لتمديد الاتفاق السابق والذي انتهى في يناير الماضي، على أمل مواصلة الحوار فيما بعد لقاء بوتين وبوتفليقة.