عند كل أزمة قوية تتفجر في طريق حياتنا، نقف محتارين لا نعرف ما أسلوب الرد المناسب للتعامل معها ومجابهتها . وتزيد الحيرة حين تكون الأزمة عامة، تشمل المواطنين أو المسلمين كافة، وتتفاقم حين تصادف صمتاً غير مبرر من قبل أصحاب القرار! فصمت من بأيديهم توجيه الرأي وطرح الحلول يؤدي إلى ظهور اجتهادات فردية بالرأي من أشخاص غير مؤهلين .. وهذا يزيد الطين بلة . خذ مثلاً أزمة إعادة نشر الرسوم المسيئة للرسول مؤخراً، وفي حملة تحد مقيت من قبل 17صحيفة دنماركية، كيف يفترض بنا أن نواجهه كمسلمين؟ .. ما هو التصرف الأمثل في هذه الحالة؟ سبق وواجهنا الأمر باجتهادات فردية، منها من نادت فيها بالمقاطعة الاقتصادية، وأخرى نادت بالمقاطعة السياسية، أو بالحوار والمناظرات الدينية والثقافية، وأخرى اجتهدت فأباحت الشغب ومسيرات الغضب .. وتجاوز أخطرها الحلول إلى إهدار دماء المسيئين! كل هذه الاجتهادات هي ردود أفعال آنية حدثت بالفعل .. حتى الأمر بالقتل حاول أحدهم القيام به، مما زاد الوضع سوءاً وأعاد القضية إلى بدايتها .. وكأننا لم نفعل شيئاً! لم نستطع كمسلمين، تجاوز عددنا المليار، من التوصل إلى التصريح بقرار موحد يحدد لنا كيفية التعامل مع هذه الأزمة وغيرها من الإساءات المتلاحقة لديننا.. لماذا؟ لماذا لا نكون بمستوى استباق الأزمات ووضع أسس التعامل معها .. قبل حدوثها؟ ريثما يحدث ذلك يحق لنا أن نتسول جواباً عن سؤالنا الحارق : من يدلنا - الآن - على طرق التعامل المثلى مع أزماتنا "الخارجية" و"الداخلية" التي تتتالى علينا .. بلا رحمة؟! [email protected]