تغطيات واسعة حظي بها لقاء معالي وزير العمل بمجلس الشورى حتى إن المواطن ليستغرب لماذا مُنع الصحفيون أصلاً من حضور اللقاء "ومم الخوف" مادامت هذه التفاصيل ستُسربها لهم "عصافير" طيبة من الداخل ! ما علينا.. دعونا في الأهم. قالوا إن معالي الوزير استمع لساعات.. وتكلم لدقائق ! هذا - ولاشك - إثبات آخر على ذكاء ودبلوماسية معاليه.. من المهم أن يتّبع المسؤول هذه الإستراتيجية "كصابونة" حين يريد "زحلقة" الأسئلة الحارقة ! والدليل على نجاح هذه الإستراتيجية في هذا اللقاء أن كلام معاليه، المصاغ والمحبوك بحرفية عالية، والذي قاله بدقائق، تصدر العناوين، وتناقلته المقالات شدّاً وجذباً.. بينما أسئلة أصحاب الشورى الموقرين - والتي استمرت لساعات - نُشرت مبتسرة مقطّرة ! والله إن قلبي - وقلوب الكثيرين - في تضامن مع معاناة معالي الوزير، لأني أعرف أنه اجتهد كثيراً لإحداث تغييرات جذرية في نطاق عمله، وسواء نجح أو فشل - كما اعترف - فهذا لأن تيار المصالح "الخاصة، والأنانية، واللا مسؤولة، واللاواعية" كانت أكبر من سلطة اجتهاداته! لكن بالوقت نفسه لا ننكر أن في قلوبنا شيئاً من اللوم على معاليه.. كنا نتمنى مثلاً لو أنه لم يركز على سرد شكواه ومعاناته ليدرأ التهم عن وزارته في حضرة أصحاب الشورى، وإنما كان عليه أن يحمّلهم مسؤولية عدم دعم قراراته "الجيدة"، وعدم تعاونهم في منح سلطة اكبر لبعض هذه القرارات، وعدم مساندته في توجيه الرأي العام لقبولها والعمل على توفير البيئة المناسبة لها. وأهم قرار أستدل به هو قرار تشغيل السعوديات كبائعات لمستلزمات النساء.. فمادامت الوزارة تقول إنه سيتم في بيئة شرعية غير مختلطة، وإنه سيكون أشبه ما يكون بعمل النساء في المشاغل.. فلماذا لم يدعمه مجلس الشورى ويدعو لمساندته جماهيرياً ؟ وزارة العمل وحدها لن تستطيع محاصرة البطالة والقضاء على الفقر والنهوض باقتصاد هذا البلد ما لم تتضافر معها جهود باقي الجهات بالسند والدعم والتوجيه. لن نجلس سلبيين وندع وزارتك تقاتل وحدها أيها المناضل.. قرّر ما يرضي الله ثم ضميرك.. ثم نفّذه على بركة الله.. ونحن معك بقلوبنا وحروفنا. [email protected]