كشف تجمع طبي تربوي عن أن نحو 98% من المصابين باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه بالمملكة لا يتلقون التشخيص والعلاج المطلوب، في حين أن العلاج المتوفر حالياً يتركز بمناطق المملكة الرئيسية بالرياضوجدة والشرقية وتنقصه الشمولية في التخصصات المكملة للعلاج والرعاية. وكانت مجموعة دعم اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه نظمت أمس ورشتها التوعوية الأولى بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض حول الاضطراب وفرط الحركة الموجهة للتربويين وأولياء الأمور لتوعيتهم وتعريفهم بأحدث الطرائق الناجعة للتعامل الصحيح مع هذا الاضطراب. وابرز التجمع مدى حاجة أولياء الأمور إلى توافر الخدمات الكاملة لأبنائهم وخاصة العلاج التربوي والسلوكي والطبي، كما ان الفريق المختص بالعلاج يجب أن يكون متعدد التخصصات، وإلا فالعلاج يعطى ناقصاً. وأكدت ل "الرياض" الدكتور سعاد يماني رئيسة مجموعة دعم اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه على ان العلاج الناجح هو العلاج الشمولي، مشيرة إلى أن هناك عيادتين فقط تقدمان العلاج الشمولي وهذا لا يكفي مع نسبة مرتفعه بأعداد المصابين التي تصل إلى ما يقارب 15% دون العمر 15سنة. وقالت إن المجموعة تسعى إلى تعريف وتوعية المسئولين بضرورة رعاية هؤلاء المرضى، وان علاجهم بالطرائق الصحيحة سوف يعود بالفائدة على الوطن سواء من الناحيتين البشرية أو المالية. واضافت: "أن هناك نحو 600ألف طفل مصاب بهذا الاضطراب، وهؤلاء يحملون الدولة أعباء مالية ضخمة، والبالغون منهم لا يستطيعون إكمال الثانوية العامة فنجد أن 30% لا يستطعون إنهاء الجامعة، وعدد كبير منهم يطردون من المدرسة". وشددت على أهمية الوعي وهذا يساهم في اكتشاف الاضطراب مبكراً ليتسنى سرعة التدخل والعلاج بوقت مناسب، مشيراً إلى دور المعلم والمعلمة ووالدي الطفل في هذا الإطار. وتمنت يماني أن نصل إلى مرحلة تمكن الأهالي والتربويين من معرفة الاضطراب وأعراضه وطرائق التشخيص والعلاج، مضيفة أن أعراضه الرئيسة هي الحركة وتشتت الانتباه والاندفاعية وهي موجودة على حسب النوع من الأعراض. إلى ذلك بحثت ورشة آخر التطورات في علاج فرط الحركة وتشتت الانتباه، وحاضر فيها الدكتور خالد بازيد استشاري الطب النفسي (اطفال ومراهقين) بمستشفى أرامكو السعودية، تناول فيها مراجعة ما استجد من أبحاث في فهم وعلاج الاضطراب، وسلط الضوء على أهمية العلاج المبكر.