تميزت مسابقة كأس ولي العهد عن بقية بطولات اتحاد الكرة بكونها المسابقة الوحيدة التي لم تجر منافسات بعض مواسمها السابقة بين الأندية بعدما ادخل تعديل على نظامها بحيث تكون مقتصرة على منتخبات المناطق الثلاث وكان ذلك قبل أربعة عقود وكان الهدف الأسمى من ورا ذلك كما يبدو اتاحة الفرصة بشكل اوسع امام بروز مواهب كروية جديدة لدعم صفوف المنتخب الاول الذي كان في طور الاعداد والتحضير لدخول مرحلة المشاركات الخارجية مثل دورة كأس الخليج العربي التي انطلقت في العام التالي (1390ه) من أرض البحرين الشقيقة. منافسة كأس ولي العهد لموسم 1389ه انطلقت بلقاء جمع منتخبي المنطقة الشرقية مع منتخب الوسطى على أرض ملعب الصايغ بالرياض وانتهى ذلك اللقاء الذي دارت احداثه عصر يوم الجمعة الموافق (1389/4/19ه) لصالح الوسطى بثلاثة اهداف مقابل هدف واحد. وبالعودة لارشيف (دنيا الرياضة) رصدنا تعليق تلك المباراة كاملا والمنشور في عدد الرياض رقم (1259) الصادر يوم السبت الموافق 1389/4/20ه ونعيد نشره اليوم بعد أربعة عقود من اقامة تلك المواجهة ضمن (مباراة في الذاكرة) التي نستعرض من خلالها احداث مباريات الأمس ليتعرف عليها جمهور اليوم: المباراة لم يبد منتخب الوسطى أمس تفوقاً ولكنه كسب لقاء سهلاً إذ واجه منتخبنا يفتقد الوسط الرابط والهجوم المثمر.. ولو ان الشرقية خسرت بفارق أهداف كثيرة لما وجدت ذلك غريباً وهي تلعب بدون محمد الفصمة وصالح عبدالكريم (لعب عدة دقائق وهو مريض) والنعامي لأنني أتصور كمية الأهداف التي سيخرج بها طارق التميمي لو كان منتخب الوسطى يلعب بدون محد سعد وسلطان ومرشد أو أي ثلاثة لاعبين آخرين. @ ثم ما هي أهداف الوسطى؟ - ليس هناك تهديف أو كرات مكسورة تلعب في المرمى أو كرات عرضية يستفيد منها ساعدا الهجوم صحيح ان الشوط الأول كان حاراً وحافلاً ببعض الاثارة لعدم انكشاف مستوى أحد الفريقين في البداية ثم لمحاولات التنويع في أسلوب اللعب من كليهما بحثاً عن الكسب لكن الشوط الثاني كان مملاً في معظمه ومربكاً للوسطى في نصفه الأخير. والشيء الذي استغربه هو نفاد لياقة لاعبي مجموعة الوسطى في وقت مبكر لم يكن متوقعاً إذ كان الأولى هو ان تخذل اللياقة منتخب الشرقية الذي كان بدافع الشعور بالضعف لتخلف نجومه كان يبذل جهوداً مضاعفة ثم لأن حرارة الجو كانت أيضاً جافة متعبة للذين تعودوا على المناخات الرطبة. لكن ما حدث هو العكس فالانهيار اللياقي كان من حظ السادة المحترمين لاعبي منتخب الوسطى الذين لا أدري ما هي استفادتهم من المعسكر ولماذا أقيم لهم وأين ذهبت تلك الإمكانات لراحتهم وانسجامهم.. واعتبر وسط الشرقية وهجومها مسؤولاً بدرجة أولى عن الهزيمة ففي البداية لعب الخاتم جناحاً ايسر وأحمد سعد جناحاً أيمن ورايلي والحبشي ساعدي هجوم. أولاً لا رايلي في أسلوبه كمهاجم هو جناح وجناح فقط ووضعه كساعد هجوم كان مجازفة اضاعت خطورة الخاتم الذي وضع جناحاً وهو الأقدر على اللعب كساعد هجوم.. والفرص العديدة التي تهيأت لرايلي سواء التي يلعبها ضعيفة من بعيد أو التي يخلصها منه الدفاع كان بالامكان ان تقلب ميزان القوى قبل ان يتحقق هدف الوسطى الثاني ولنا ان نتصور مدى ضياع رايلي بجانب لاعب تصليح كالحبشي والذي بمستطاعه استثمار عمليات السحب لو كان يلعب بجانب مهاجم هداف كالفصمة أو صالح عبدالكريم أو لاعب سرعة وعنف كالباخشب، لاعب واحد فقط أدى دوره كما يجب هو أحمد سعد الجناح الأيمن والذي ظل متألقاً بعد رجوعه إلى الوسط. والتغييرات في هجوم الشرقية لم تكن لتعطي نتائج مثمرة فنزول صالح عبدالكريم وهو مريض كان تصرفاً سيئاً لأن بالامكان استثمار لاعب آخر والفريق محتفظ بمعنويته ونشاطه كالباخشب مثلاً الذي أتى تغييره متأخراً.. ولست أفهم لماذا لم يلعب شمروخ منذ البداية كمساعد هجوم وهو لاعب قدير متوفر الخطورة والوسط: في حين امتاز الزياني بتهديفاته على مرمى طارق الا أنه كان كسولاً في المتابعة وساعد في ضياعه الغوزي الذي اعتمد على مجهوده فقط ولولا ارتباك النصيب وبرود عبود الذي لعب بدلاً منه لأمكن لوسط المنطقة الوسطى ان يفرض النتيجة والمستوى اللذين يريدهما.. فوسط الشرقية كان أكثر من ضائع. وان كنا قد توقعنا ان يكون الظهيران منطقة مرور لمهاجمي منتخب الوسطى وان تكون منطقة الصمود في دفاع الشرقية هي منطقة قلب الدفاع فإن الملعب قد كذب ذلك إذا استطاع الشبيكي الكبير ان يجاري مرشد رغم تألقه ويحد من خطورته كما لمع إبراهيم خميس في متابعة مبارك الناصر وهذا الوضع جعل الظهير الشرقي بكامله يتحمل ثقل المباراة ويلعب كراته هادئة لوسط كسول وهجوم ضائع.. وفي عودتنا إلى الوسطى. نجد في الشوط الأول هجوماً متناسقاً قوياً كان بامكانه ان يحقق نتيجة مبكرة لولا ان معظم كرات مبارك الناصر التي كان يلعبها - اوفرات - من مركز الجناح تأتي على رأس حارس المرمى مما يجعله وقلب الدفاع أكثر تحكماً في صدها ولولا رعونة التهديف لدى محمد سعد في هذا الشوط إذ أهدر فرصتين محققتين من كرتين وضعهما له مبارك عبدالكريم. وتحمل ثقل الوسطى سلطان المناحي.. ونادر العيد في خط الدفاع أما الظهيران ففي الواقع ما كانا يواجهان ضغطاً في الهجمات أو تنويعاً في المراكز مع انتقال الكرة حتى يمكن الحكم على مستواهما. وفي الشوط الثاني أعطى خروج النصيب رغم عفويته اثرا سيئاً على نشاط منطقة الوسط إذ لم تكن لعبود حسنات في هذه المنطقة الا محاولاته الجادة في التهديف وهو ما لم يفعله سلطان أو النصيب.. ثم كان لخروج مبارك عبدالكريم اثره في ترابط مجموعة خط الهجوم إذ وضح التنافر في قيادة الهجمات وبرز الأسلوب الفردي في محاولات الغزو أولاً.. لأن مبارك عبدالكريم كان (دينمو) مجموعة خط المقدمة ثم ان نزول العميل كان يجب ان يكون ساعد هجوم بدلاً من جناح أيمن فالعميل تجمد في هذا المركز ومبارك الناصر قلنا أكثر من مرة انه لن يفيد المنتخب في غير مركز الجناح الأيمن وقد شاهدنا جميعاً العديد من الكرات الساقطة والمكسورة التي كان يلعبها مبارك الناصر حين كان يلعب جناحاً في الشوط الأول. الأهداف @ هدف الوسطى الأول: كرة ملعوبة من الكورنرتد ثم يلعبها نادر العيد عرضية في منطقة الجزاء ويكملها مرشد برأسه هدفاً أولاً للوسطى. @ هدف التعادل للشرقية فأول يلعبه الخاتم في حلق مرمى طارق التميمي وترتد الكرة ليلعبها الحبشي هدفاً أولاً وأخيراً للشرقية. @ الهدف الثاني للوسطى: يمرر سلطان كرة طولية لمحمد سعد الذي يستغل - جلا - عبدالله يحيى النمنم ويضعها بهدوء في مرمى هلال الطويرقي. @ الهدف الثالث: حققه للوسطى ناصر الجوهر برأسه نتيجة اوفر ملعوب في منطقة المرمى.