بات أمر المسارعة في عقد اجتماع لأعضاء شرف نادي النصر ضرورياً اليوم أكثر من أي وقتٍ مضى بعد أن وصلت الأمور لحالة من السوء في العلاقة بين الإدارة وبعض الأعضاء لا يمكن السكوت عنها ؛ أصبحت معها أمور النادي الأصفر، وخلافاته، ومشاكله، وما يُفترض نشره، وما لا يُفترض متصدراً الصفحات الرياضية بتصريحاتٍ وتعقيباتٍ وبياناتٍ ملأى بالإثارة غير المقبولة، والإساءة للنصر الكيان الكبير الذي كانت جماهيره تبحث عن عودة فريقها الكروي لشخصيته المفقودة فإذا بها تنشغل بصدامات رجالها عبر وسائل الإعلام. الحقيقة تقول : إن فريق النصر الكروي بدأ خطوات التطوير هذا الموسم، ووضح ذلك جلياً في أدائه الجماعي، وتحسُّن عطاء لاعبيه الذين مُنحوا الثقة في ارتداء شعاره بدليل نتائجه ومركزه في سلَّم ترتيب مسابقة الدوري الممتاز اليوم مقارنة بالموسم الماضي ؛ حتى وإن لم يصل ذلك لقدرته على مقارعة الفرق المتميزة متصدرة الترتيب الاتحاد والهلال. والحال التي شاهدنا عليها النصر أمام منافسه التقليدي الهلال في دور (ال 16) لكأس ولي العهد تؤكد أن الإمكانات الفنية والخبرة للنجوم هي الأسلحة الزرقاء التي أخرجت النصر مهزوماً، وأبعدته مبكراً عن البطولة الغالية، و فارق الإمكانيات هذا لم تكبر فجوته بين الجارين نِتاج صدفة ؛ بل هو عملٌ منظمٌ مستمر، لرجالٍ مخلصين داعمين ضخّوا الأموال، وركزوا على اختيارات مناسبة برؤية فنية جلبت لاعبين مؤثرين هم من صنعوا ويصنعون للهلال الانتصارات، ويأخذون في ذات الوقت ب (يد) صغاره طلباً لمستقبلٍ أكثر إشراقاً. الخلافات الشرفية كادت أن تعصف بالاتحاد لو لا تدخل إدارته سواء السابقة، أو الحالية في لمِّ الشمل، وتقديم مصلحته التي قادت الفريق الكروي للتشبُّث بصدارة الدوري، بينما تسبَّبت الخلافات الشرفية، و تصفية الحسابات في فقدان فريق الوحدة لحضوره المميز في الموسمين الأخيرين ليبتعد عن مراكز المقدمة في الدوري ويخرج مبكراً على يد نجران من الكأس، وسط أوضاع صعبة أجبرت إدارته من جديد على إعادة المدرِّب المميز خالد القروني للإشراف الفني على الفريق أملاً في تكرار سيناريو بنائه التاريخي للوحدة واكتشافه أبرز نجومه الحاليين. الخلافات الحاصلة في نادي النصر لم تكن لتبدأ ثم تشتعل إعلامياً فيما لو كانت هيئة أعضاء الشرف قائمة يعود من خلالها هؤلاء الأعضاء لرئيسٍ (كبير ) يملك المكانة الاجتماعية، و القدرة المالية، وحُبَّ النصر ؛ همُّه الأول تصفية الأجواء بين رجالات النصر، والحفاظ على الأعضاء المفيدين مادياً أو معنوياً، وعدم السماح بالإساءة لأيِّهم، والوقوف على عمل الإدارة ودعمها حتى إكمال فترتها الحالية، ثمَّ تقييم أدائها في جميع شؤون النادي ؛ الفرق الكروية، والأجهزة الفنية، واللاعبين الأجانب، والمحليين ومستقبل الألعاب المختلفة، و(العقود الاستثمارية) التي باتت ملاذاً لدعم خزائن الأندية ومساعدتها في القيام بالتزاماتها متى تواجد الفكر الاستثماري الجيد البعيد عن المصالح الخاصة.