ناقش أمس، خبراء ومختصون في الأخلاقيات الحيوية، الجوانب الأخلاقية للبنوك الحيوية والتوجهات الوطنية في هذا المجال، في حلقة نقاش عقدتها اللجنة الوطنية للأخلاقيات الحيوية والطبية في مقر مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، بعنوان "البنوك الحيوية.. نواح أخلاقية". وقال الدكتور عبد العزيز بن محمد السويلم رئيس اللجنة الوطنية للأخلاقيات الحيوية في كلمته الافتتاحية، ان المدينة سعت من خلال اللجنة إلى إصدار نظام وطني يناقش القضايا الأخلاقية الحيوية، ويحدد المسموح منها والممنوع، وكيفية قيامه من خلال ضوابط ومعايير معينة، مشيراً إلى أن النظام قد انتهى من مجلس الشورى، و جار العمل عليه في هيئة الخبراء كي يتم الانتهاء منه في شكله النهائي. واستهل الدكتور إبراهيم العبدالكريم رئيس قسم الأحياء الجزيئي والبنوك الحيوية في مركز الملك عبدالله الدولي للأبحاث، جلسات الحلقة بورقة علمية عن البنوك الحيوية، قسم خلالها البنوك إلى ثلاثة أقسام قسم لحفظ العينات البيولوجية، والثاني لفحص العينات والأبحاث التي يتم إجراء التقنيات الحيوية بها، والأخير لتحليل البيانات الناتجة من فحص العينات البيولوجية بواسطة التحليل المعلوماتي للبيانات الحيوية. وأشار العبدالكريم في ورقته، إلى تجربة البنك الحيوي في بريطانيا، والبنك الحيوي في الصين كونها تعد من التجارب الدولية المتقدمة في هذا المجال، مبرزاً أهمية البنوك الحيوية، وآلية حفظ العينات الحيوية والمادة الوراثية،والنواحي الأخلاقية للبنوك الحيوية. وبين أن اختلاف الشعوب والأديان في ضوابط النواحي الأخلاقية لا يمنعها من الاتفاق على الكثير من الأخلاقيات المشتركة مثل: عدم إدخال أي مادة وراثية إلا بمشروع بحثي مقر من اللجنة العملية والأخلاقية في المنشأة، الموافقة المشفوعة بالعلم من قبل المتبرع مع أحقيته بالانسحاب، المحافظة على سرية النتائج المستخلصة من المادة الوراثية، حظر توظيف المعلومات الوراثية للمتبرع في امتهان هويته وكرامته. واستعرضت الورقة الثانية للدكتور عبدالله الدهمش رئيس وحدة أبحاث الخلايا الجذعية في مستشفى الملك خالد الجامعي، بنوك الخلايا الجذعية، حيث تحدثت عن المحاولات الاكلينيكية لاستخدام الخلايا الجذعية في علاج الكثير من الأمراض التي تصيب الجسم البشري. وكشف عن سعي الباحثين والمهتمين على الصعيد العلمي والتجاري لإنشاء بنوك يمكن أن تكون مصدراً للخلايا الجذعية في علاج بعض الأمراض في حال نجاح فكرة استخدام الخلايا الجذعية على المستوى الاكلينكي. وأكد الدكتور الدهمش على أهمية وضع معايير محددة تُقيم بنوك الخلايا الجذعية كوضع أسس لتصنيف الخلايا حسب قدراتها التخصصية وتركيباتها الجينية، إضافة إلى العمل على وضع قوانين تحكم عمل هذه البنوك على المستوى الفني والأخلاقي. وتناول الدكتور أمين كشميري من مدينة الملك عبدالعزيز الطبية، في الورقة الثالثة خلال الحلقة الأبعاد الأخلاقية المترتبة على التعاطي مع البنوك الحيوية من حيث المنهجية والمبدأ، موضحاً أنه بمجرد احتفاظ البنوك بأجزاء وعينات من الجسم البشري، يحمل هذه البنوك والقائمين عليها مسؤوليات وتبعات أخلاقية. وتطرقت الورقة إلى بيان العمق الشرعي من حيث النظرية والتطبيق ومدى الموافقات والمفارقات الناتجة عن مقارنته باللوائح الصادرة عن الهيئات الدولية.