نشرت جريدتنا "الرياض" يوم الإثنين 12المحرم في عدد 14455، أي قبل نشر مقالي بثمانية أيام، مقالاً في صفحة محطات متحركة بعنوان دراسة تثبت عدم جدوى عقار شهير في خفض الكوليسترول: يسبب أمراض القلب بدلاً من علاجها. وذكر المقال أن عقار زيتيا والكبسولة التي تحتويه، وهي فايتورين vytorin قد أخفق في إفادة المرضى الذين تناولوه. والمقال طويل يتحدث عن نفس ما ورد في مقالي تقريباً، ويمكن لمن يريد العودة إليه من خلال موقع "الرياض" ولم يكن مقالي استجابة لهذا المقال بالذات إنما كان ذكرا لما ورد في وسائل الإعلام العالمية كما ذكرت. وقد مرّ المقال مرور الكرام، ولم يعلق عليه أحد من أطباء القلب أو من غير المتخصصين في موقع "الرياض" على الرغم من أهمية الخبر! وعندما نشر مقالي في عيادة الرياض سبب ضجة إعلامية كبيرة. وأحب ان أوضح أنه لم يكن القصد من مقالي تقديم استشارة طبية بل ولا نصيحة من قبيل ما يقدمه الأطباء المعالجون المختصون وهذا أمر معروف للجميع. وقد سررت حين رأيت تعقيبي الدكتور الفاضل خالد النمراستشاري أمراض القلب وقسطرة الشرايين والتصوير النووي، والدكتور الفاضل حسام فالح الفالح عضو هيئة التدريس في كلية الطب جامعة الملك سعود واستشاري أمراض القلب والشرايين على الخبر لأنني كنت اتمنى أن يبادر الإخوة الأساتذة من الأطباء بالتعقيب على ما يقال عن دواء معين في الدوائر الطبية مع رأيهم الطبي فيه وذلك لنشر الثقافة الطبية على القراء. وقد قرر سعادة الدكتور الفالح ما هو معروف للأطباء المثقفين من كون بعض الأدوية ذات تأثيرات ومضاعفات جانبية، ولكن الأطباء يوصون بعض المرضى بها لأنها الأقل مضاعفات من غيرها أو هي الدواء الوحيد المتوفر للمرض. ووصف الأدوية أمر كما هو معروف يقرره الأطباء، وهو ليس من اختصاصنا نحن كتاب الثقافة الصحية الذين نركز على ما يتعلق بالتغذية وما يتصل بها، ولزيادة التوضيح أرجو أن يتقبل الدكتور النمر والدكتور الفالح التالي برحابة صدر: 1- إنني في جميع مقالاتي(التي يمكن العودة إليها عبر أرشيف "الرياض") أحرص على توعية القاريء بسبل الوقاية قبل العلاج ، ولذلك لم يحدث من قبل في مقالاتي ان قدمت تحليلاً لدواء ولا أنصح مرضى معيّنين باستعمال دواء معين او عدم استعماله لأن هذا من اختصاص الأطباء المعالجين كما ذكر سعادة الدكتور الفالح. وقد فوجئت بما ذكره الدكتور الفالح من أثر مقالي ذاك مع أنه ليس من عندي كما قرر ذلك الدكتور خالد النمر وقال إن الخبر صدى لما نشر عالمياً. والواقع أن المقال فيه تنبيه للذين يتعاطون ذلك الدواء لكيلا يتعاطوه او يستمروا عليه من دون إشراف طبيبهم المعالج، وهو الذي يقرر حالتهم وينصحهم بالاستمرار عليه أو إيقافه. وأعود لأقول لسعادة الدكتور الفالح وللقراء الكرام إن الغرض من كتاباتي هو تنمية الثقافة التغذوية العامة، والإعلام بما يستجد في مجال الغذاء والتغذية وكل ما يتناوله الفرد، فمن حق القاريء أن يعلم بما يجري عالمياً. وأشكر لسعادته تلطفه بالطلب مني أن أتابع نشر المقالات التوعوية فيما يتعلق بالغذاء الصحيح فالهدف هو إفادة الجمهور بما ينشر في هذا الميدان في البلدان المتقدمة. 2- أشكر الدكتور الفالح على نصيحته الغالية بعدم الرد على المرضى على الرغم من أنني لم اقدم أي نصيحة طبيّة بتناول أي دواء وصفه طبيب أو الامتناع عنه، بل أركز على أن يقي الفرد نفسه شر المرض بتناول أطعمة طبيعية غير معالجة وغير مكررة للوقاية من المرض قبل وقوعه وتخفيف أعراضه بعد وقوعه. وما التركيز على توعية القراء بأهمية الأطعمة الطبيعية غير المكررة إلا وسيلة لرفع مستويات الكوليسترول الجيّد. ولا أعتقد أنها تعتبر استشارة طبية تستلزم المساءلة القانونيّة 3- أشكر الدكتور الفاضل حسام الفالح في رده على مقالي على إقراره أنه ليس جديداً أن السستينات ليست فعالة بما يكفي في رفع الكوليسترول الجيد او في خفض الدهون الثلاثية، وعلى قوله أن الحمية والإقلاع عن التدخين مثلاً وسائل مساعدة في رفع الكوليسترول الجيّد. 4- أرجو أن يكون من الواضح انني لا أسعى باي حال من الاحوال كما يذكر الدكتور الفالح إلى هدم جهود رفع الوعي الصحي الذي يقوده أطباء القلب والحملات التوعوية التي تنفذها الجهات الرسمية في استخدام علاجات غاية في الفاعلية، وهو الذي ذكر قبلها بأسطر قليلة أن السستينات ليست فعالة بما يكفي في رفع الكوليسترول الجيد او في خفض الدهون الثلاثية. وسعادة الدكتور الفالح خير من يعلم أن انخفاض الكوليسترول السيء مرتبط بارتفاع الكوليسترول الجيّد، فالاثنان يشكلان كفتي ميزان. 5- وأشكر الدكتور محمد عبد الرازق الذي كتب التعليق الثامن في موقع "الرياض" على مقال" الفايتورين لا يخفض الكوليسترول" والذي خلص فيه إلى نتيجة تقريبا مشابهة لما جاء في الخبر الذي نقلته عن عقاقير الكوليسترول وذكر ان هناك جيشاً كاملاً للدفاع عن تلك العقاقير ليس هنا فقط إنما في كل المنشورات العالمية نظراً للفائدة المالية التي تعد إيراداتها اكثر من أي تجارة عالمياً. كما أضم صوتي إلى صوت الدكتور أديب الذي كتب التعليق التاسع في موقع "الرياض" على مقال الدكتور حسام الفالح قائلا: د. حسام صباح الخير اود من لدنكم الكريم ايضاح الدراسات التي تناولتها في موضوعك من حيثيات @التاريخ التي اجريت فيها تلك الدراسات @وماهي المعاهد التي قامت بهذه الدراسات @مقدار صحة هذه الدراسات ومدى حياديتها لأنه لايخفى على سعادتكم عدد المعاهد المتعاملة مع الشركات المنتجة. 6- ومرة أخرى أشكر جريدة "الرياض" على كونها منبراً للتوعية وحرصها على نشر ما يهم الناس. وأشكر كل من علق على كل مقالات هذه المسألة لأنها دليل على تنامي الوعي الصحي، واعتذر لكل من سبب مقالي له إزعاجاً من أطباء او مرضى أو غيرهم خاصة القائمين على عيادة الرياض الذين يبذلون جهوداً مضاعفة للمحافظة على شفافية الطرح وإعطاء الجميع فرصاً كافية للتوضيح تساهم في توعية المجتمع. [email protected]