يتبادر إلى ذهني تساؤل وهو: هل جميع خريجي الثانوية العامة يرغبون في إكمال تحصيلهم العلمي في الجامعات.. بالطبع لا، فهناك العديد منهم لا يرغب في إكمال دراسته الجامعية، إما لعدم الرغبة أو لحاجته للعمل مبكراً أو ان تركيبته الفسيولوجية غير مهيأة للدراسة، بحيث يبدو عليه التميز في الأعمال الحرفية منذ الصغر. وأتذكر كنا نلاحظ أيام الدراسة الثانوية البعض من الطلبة يعشق الأعمال الحرفية ويتميز في صنعها بعكس الدراسة التي يأتي إليها وهو مجبر والبعض الآخر يقول أنه سيعمل بعد إنهاء الدراسة الثانوية.. كيف نستطيع ان نعد هؤلاء ليصبحوا منتجين بدلاً من اضاعة الوقت في دراسة لا جدوى منها والانضمام إلى طابور البطالة بعد ذلك. يوجد لدينا في الثانوية حالياً تخصصان فقط هما (تطبيقي وشرعي) لمن يرغب في الدراسة النظرية أو التطبيقية أما الفئة الثالثة وهي التي نتحدث عنها فلم يتم مراعاة ميولهم ويظلون بدون مهارات تؤهلهم لسوق العمل. هؤلاء الشباب أو الفتيات يظلون طاقات مهدرة يجب ان تستغل وتستثمر لفائدة أنفسهم وأهلهم ولصالح المجتمع من خلال إعدادهم وتهيئتهم للانخراط في سوق العمل بالقطاع الخاص الذي يحتاج إلى الآلاف من أبناء الوطن في العديد من التخصصات المختلفة التي تعج بالوافدين من كلا الجنسين. استحداث تخصص ثالث يراعي ظروف ومتطلبات الحياة ويعطي الدارس الخبرة الكافية والمهارات المطلوبة للدخول إلى سوق العمل المحلي، بات أمراً ضرورياً ومطللباً ملحاً فنحن لا نريد جامعيا عاطلا، ولكن نريد شخصاً يحمل مستوى تأهيليا جيدا ولديه القدرة على المنافسة والإنتاجية فاكتساب المهارة في الوقت الراهن أفضل بكثير من بعض التخصصات الجامعية التي لا تسمن ولا تغني من جوع. بالامكان من خلال التخصص الجديد تدريب الطلبة عملياً والابتعاد عن الأمور النظرية حتى يتخرج الدارس وهو مهيأ تماماً للعمل.. ولن يتبقى للقطاع الخاص حجة بعد ذلك. [email protected]