قبل خمس عشرة سنة من السهل على الأطفال الذهاب إلى مدارسهم مشياً على الأقدام دون خوف من أشرار قد يختبئون خلف الأشجار أو المباني في لحظات انتظار لاختطاف أول فريسة! بعد سنوات من ذلك الحين اصبح وقوف طفل امام باب بيته من افضل الوسائل المعينة على اختطافه. الآن الا اتوقع ان انجاب طفل وفي هذه الأيام تحديداً يعتبر فكرة مثيرة للتفاؤل.. فاختطاف طفل مولود في مطلع الشهر واختطاف طفلة مولودة في آخر الشهر يجعلان هم المرأة التي تقبل على المستشفيات ينصب على (كيفية البقاء في افضل وضع صحي) وعلى أن تكون (داخل التغطية) لحراسة طفلها حتى خروجها من المستشفى سالمة متيقنة انه بين يديها.. وظهرت التعليقات المتنوعة حول افضل الحلول للقيام بهذه المهمة.. ما بين اقتراح بأن تكون الولادة في المنزل! أو شرب أكبر قدر من المنبهات بما في ذلك من خطورة لبقاء الأم متيقظة للحراسة، وألا تدع طفلها في اصعب الظروف حتى وان كان هذا الظرف هو دخول دورة المياه.. قد يعتبر بعض القوم أن ما أقوله نوع من المبالغة ولكن.. هل نحتاج إلى ان يتحول الأمر إلى ظاهرة تزعزع أمن مئات الآلاف من الأسر كي نتحدث بشيء من الخوف والقلق؟ وهل تحتاج وزارة الصحة إلى تقديم عشرات القرابين من الأطفال المختطفين كي تعمم بجرة قلم قراراً حاسماً سريعاً وفعالاً لحماية الأطفال من الاختفاء في حفر سوداء لا يعلم الا الله اين تقع واين تذهب بهم؟ وهناك تساؤلات اخرى! أين يذهب الخاطفون بهؤلاء المواليد؟ وما سر تقارب مدتي اختطاف الوليدين؟ وهل هناك (عصابة) جديدة تمارس عملها لتوفير طاقم إرهابي له توجهه، او لتكوين فريق كرة متمرس منذ الطفولة كما حدث في سنوات مضت عندما قامت عصابات باختطاف الاطفال من ذويهم في افريقيا.. وأظن أن هذا السؤال لا يمكن ان يجيب عليه سوى جهات الأمن التي نتأمل منها تقدير حجم هذه المأساة.. اجارنا الله وإياكم ورد كل مختطف إلى أهله سالماً..