إنني فيما مضى من أيام الدهر أقف متأملاً اقرأ في صفحات التاريخ فأقول في نفسي لما نظرت إلى صورة الملك عبدالعزيز - رحمه الله - المؤسس لهذه الدولة مترامية الأطراف - رحمه الله - ومن سار على نهجه فأقول كيف يكون لهؤلاء لرجال بقية؟ فذكرت قول من قال التاريخ يعيد نفسه ففي هذه الأيام وفي هذا العصر هذه الدولة المباركة التي أصبحت حكامها رمزاً لسكان المعمورة، من المشرق إلى المغرب، ومن شمال الدنيا إلى جنوبها، فلست أعلم لهم نظيراً على وجه الأرض اليوم. ومن أفذاذ رجال هذه الدولة المباركة هو الشاب صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن طلال بن عبدالعزيز، الذي اخترق حواجز القلوب بفعله نحو تلمس حوائج الناس فكم من ملهوف وقف إلى جانبه حتى استتب قائماً وأضاء لهم الطريق بعد الفاقة واليأس والعوز، وكم ساعد من حائر طال وقوفه، وهو على مفترق طرق يقلب كفيه لا يدري أين يذهب، فأمسك بيده وشدَّ من أزره حتى اهتدى إلى الطرق وكم وكم وكم وكم وكم وكم...، إلى آخر مواقفه. ففي يوم الجمعة الموافق لليوم الأول من الشهر الثاني شهر صفر لعام 1429ه، قام مشكوراً بإدخال السرور على قبيلة بكاملها وهي قبيلة الدواسر ومنهم الحرارشة وآل حزيم حينما بذل مساعيه الخيّرة لدى صاحب السمو الملكي رجل المواقف الجليلة ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام الأمير سلطان بن عبدالعزيز الساعد الأيمن لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أعزهم الله بالإسلام وأعز الإسلام بهم، حيث تم التوجيه بنقل المصاب زيد بن بدر بن هزاع آل حزيم بواسطة الإخلاء الطبي من محافظة وادي الدواسر إلى المستشفى العسكري بالعاصمة الرياض، وهذا غيض من فيض من مواقف هذه الأسرة المباركة التي حباها الله واختارها لقيادة الأمة وشرفها بخدمة بيته الحرام ومسجد نبيه صلى الله عليه وسلم فلهم من الله الأجر ولهم منا الدعاء.