لحظة مواجهة الظروف غير الجيدة.. والمواقف المحرجة.. والمشكلات الطارئة.. والمصائب لا قدر الله.. والصدمات.. والضغوط النفسية والاجتماعية.. في المنزل.. أوالشارع.. أوالعمل.. تظهر الفروق جلية بين البشر.. فاستجاباتهم بالتأكيد مختلفة.. لكنهم إزاء ما يحدث.. أوهم أمام الخطوب ينقسمون إلى فريقين.. ففي الوقت الذي يظهر البعض منهم مبتسما هادئا يتمتع برباطة الجأش والقدرة الفائقة في السيطرة على كافة الظروف نجد البعض الآخر يبدو الفرد فيهم متجهما عابسا متوترا غير قادر على السيطرة أوحتى مجرد التفكير. الفريق الأول يتعاطي مع الأحداث بايجابية.. ولذا يمكن وصف الفرد من هذا النوع بالإيجابي((positive)).. أما الآخر فيوصف بالسلبي((((negative.. ومن الروايات الطريفة والتي تؤكد هذا التصنيف قصة هجوم أسد على أهل قرية بشكل مفاجىء.. وإزاء هذا الهجوم المباغت أنقسم الناس إلى فريقين رئيسين.. الإيجابيون بادروا إلي صد الهجوم ورمي الأسد بالحجارة.. وتقديم العون والإسعاف للمحتاجين.. أما السلبيون فتساقطوا من هول الصدمة ولم تعد لديهم القدرة على الحراك.. وجزء آخر منهم تفرغوا لمشاهدة الأحداث والتعليق عليها.. وبينما كان مجموعة من الأفراد يحملون أحد الأشخاص لإسعافه مروا على أحد الواقفين((للفرجة)) فقال المحمول للواقف.. لماذا أنت واقف في مكانك لا في العير ولا في النفير.. لا تساعد الناس في إسعاف المصابين.. ولا تذب عن حياض القرية برمي الأسد بالحجارة.. فرد الواقف معلقاً على كلام المحمول ((أنا على الأقل تحملني قدماي أما أنت فيحملك الناس)). الحوار كان بين فردين ينتميان للفريق السلبي.. لكن أيهما كان أكثر سلبية من الآخر.الواقف أم المحمول؟.. أعتقد ومن وجهة نظري أن كليهما سلبي.. ولكن المحمول موغل إلى درجة كبيرة في السلبية.. يلقي بتبعة فشله على الآخرين.. وكان الأولى بمن حملوه طرحه أرضا أوتقديمه وجبة شهية للأسد !! بمقارنة الإيجابي والسلبي نجد أن الأول يفكر دائما في الحلول.. ولا تنضب أفكاره.. ويساعد الآخرين.. ويرى حلا لكل مشكلة.. وهو قد يجد الحل صعبا لكنه يؤمن بأنه ممكن.. ويعتبر الإنجاز التزاما يلبيه.. ولديه أحلام يحاول تحقيقها.. ويرى أن العمل أمل.. وينظر إلى المستقبل ويتطلع إلى ما هو ممكن.. ويختار ما يقول.. ويناقش بقوة وبلغة لطيفة.. ويتمسك بالقيم ويتنازل عن الصغائر ويصنع الأحداث.. الإيجابي على الدوام يعامل الناس كما يحب أن يعاملوه. وفي المقابل نجد أن الثاني((السلبي))يفكر في المشكلة لا في الحل.. ولا تنضب أعذاره.. ويتوقع المساعدة من الآخرين.. ويرى مشكلة في كل حل.. وينظر إلى الحل الممكن على أنه صعب التحقيق ويعتبر الإنجاز مجرد وعد يعطيه((يسوف)).. وليست لديه أحلام وإنما أوهام وأضغاث أحلام يبددها.. شعاره اخدع الناس قبل أن يخدعوك.. يجد في العمل كل الألم.. ويتطلع إلى ما هو مستحيل.. يقول ما يختار.. ويناقش بضعف وبلغة فظة.. ويتشبث بالصغائر ويتنازل عن القيم.. تصنعه الأحداث.. ويحتاج إلى من يقف معه ويسانده في كل الأحوال. الإيجابي شجاع ومقدام ومبادر وكريم ومحب للغير ولفعل الخير وقاض لحاجات الناس ومثابر.. أما السلبي .. فمتقاعس.. متخاذل.. بخيل.. مثبط.. يعتمد على الآخرين.. وغير شجاع في كثير من المواقف. كثرة الإيجابيين دليل ومؤشر على تقدم الأمة.. والعكس صحيح.. وللتحول من السلبية إلي الإيجابية يجب أن نقوّم أنفسنا لنتعرف على نقاط ضعفنا.. ونتخلص من عيوبنا بالتعليم والتدريب لنتجه بقوة نحو الإيجابية.