رأت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور في افتتاحيتها بعنوان "ميراث بوش غير المنتهي في أفريقيا"، بأن الرئيس الأمريكي أجاد في مسألة الصحة والمعونة الخارجية فيما يتعلق بالقارة السمراء، لكن رؤيته لدور عسكري أمريكي جديد ما زالت بحاجة إلى توضيح. واعتبرت الصحيفة أن بوش يستطيع بحذر أن يطالب بتراث إيجابي له في أفريقيا التي يزورها حاليا. فقد زاد من الاعتمادات المالية للصحة وربط المعونة الخارجية بالإصلاح. لكن هناك ميراثاً واحداً ما زال معلقاً في الميزان: ترتيب أمني أمريكي جديد هناك. وهذا الترتيب الأمني المسمى أفريكوم، أي مركز القيادة العسكرية للولايات المتحدة في القارة الأفريقية، سيحل محل مشروع الحرب الباردة الذي كان يرى أفريقيا شيئاً ثانوياً في الهموم الأمنية. ولهذا كانت مراقبتها مقسمة منذ فترة طويلة بين ثلاثة مراكز قيادة أمريكية ركزت على مناطق عالمية أخرى. وأضافت الصحيفة الأمريكية أنه منذ عام أعلن البيت الأبيض عن قيادة مركزية واحدة للقارة وأصبحت أفريقيا منذ ذلك الحين ذات أهمية إستراتيجية عالية واستحقت جنرالاً كبيراً يراقبها عن كثب. ولفت كريستيان ساينس مونيتور إلى أن مهمة أفريكوم ليست لشن الحروب ولكنها لمنعها. وأضافت أن للولايات المتحدة مصلحة إستراتيجية في هذا الجزء من العالم لما يتمتع به من ثروات طبيعية، حيث إنه من المخطط له أن تصل واردات أميركا من النفط الأفريقي إلى نحو 25بحلول عام 2015.وهذا ما دفع الصين إلى المسارعة في الإستثمار في قطاع الطاقة بأفريقيا.كما أن الدول الضعيفة والآيلة للسقوط في أفريقيا يمكن أن تفرخ إرهابيين، ناهيك عن تزايد الشعور المعادي للولايات المتحدة بين المسلمين في القارة. وما حدث في كينيا من عنف مؤخراً أثار تساؤلات حول قدرة نيروبي على مواصلة كونها قيادة آمنة للمشروعات الأجنبية وجماعات المعونة ونوهت الصحيفة إلى أنه من المفترض أن تنشئ أفريكوم مقرا لها في القارة مع الأول من أكتوبر القادم، لكن هناك بعض الدول تعارض استضافتها. واختتمت الصحيفة تعليقها بأن أفريكوم تتحدث عن دوافع أمريكية حقيقية، لكن هل هي أفضل متحدث باسمها؟ هذا ما لم يتضح بعد. وكان الرئيس جورج بوش قد وصل إلى أفريقيا يوم الجمعة الماضي برفقة السيدة الأولى الأمريكية لورا بوش.في هذا الإطار، تحدث بوش في البيت الأبيض حول السياسات الأمريكية إزاء أفريقيا وأهمية دعم الأمن والإستقرار في القارة. وقال "نحن ندرك أنه مع استمرار انهيار الوضع الأمني في إفريقيا، من المحتمل أن تبرز دول فاشلة تعزز أيدلوجية الراديكالية ونشر العنف في كل أرجاء العالم." كما تطرق بوش إلى الوضع الأمني المتوتر في عدد من الدول الإفريقية مثل الكونغو وكينيا والصومال والوضع في إقليم دارفور. (خدمة ACT خاص ب"الرياض")