على خلفية حملة النقد التي يواجهها رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان بسبب خطاب ألقاه أمام المهاجرين الأتراك خلال زيارة خاطفة إلى ألمانيا مؤخرا اثر تعرض بناية يسكنها مواطنون أتراك في مدينة لودفيغسهافن جنوب غربي ألمانيا إلى حريق راح ضحيته تسعة أشخاص بينهم أطفال فان وزير الداخلية الاتحادي، فولفغانغ شويبله قد أعرب عن موقفه الداعم لاردوغان رافضا تصريحات بعض الساسة المحافظين بحقه. ودافع الوزير عن اردوغان بالقول إن تصريحاته في أعقاب تلك المأساة الإنسانية قد ساهمت وبشكل كبير في تخفيف حدة التوتر مؤكدا "اردوغان لا يعمل ضدنا". جاء ذلك في حديث للوزير شويبله مع صحيفة "زود دويتشه" الجمعة، الخامس عشر من شباط (فبراير) الجاري. وعلى نفس الصعيد وجه شويبله نقدا إلى عدد من السياسيين المحافظين وفي مقدمتهم ارفين هوبر، رئيس حزب الاتحاد المسيحي الاجتماعي الذي يشكل مع الحزب المسيحي الديمقراطي، حزب شويبله الذي ترأسه ميركل، ما يعرف بالتحالف المسيحي الديمقراطي وذلك حين طالب هؤلاء بإنهاء مفاوضات انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي. واستطرد شويبله موضحا "لا يجوز قطعا خلط الأمور ببعضها". وفي ذات الوقت اظهر الوزير المحافظ تفهما لرغبة اردوغان مخاطبة المواطنين الأتراك في مدينة كولونيا بكلمة طالبهم فيها بعدم الانصهار كليا في المجتمع الألماني الذي يعيشون فيه مع تأكيده أهمية إجادتهم لغة البلاد. وأكد شويبله إن ما حدث يتناسب مع روح الانفتاح التي تتمتع بها ديمقراطية البلاد. كما دافع الوزير شويبله عن اردوغان ضد التهم التي نعتته بالتشدد الإسلامي مبينّا "إن انطباعي عنه يقول انه رجل يؤمن تماما بالمبادئ الديمقراطية الحرة" و "انه مسلم مؤمن وهو أمر أكن له احتراما كبيرا". وفي إطار تطوير سياسة دمج المواطنين الأتراك والحث على إتقان اللغة الألمانية سبيلا للاندماج في المجتمع الألماني فان شويبله قد حذر من الانجرار وراء من يطالب بتقديم دعم مالي إضافي للمدارس الموجودة في الأحياء السكنية التي تعاني من مشاكل اجتماعية بعينها بدعوى تجنب دفعها نحو الانعزال وكي لا تصبح تلك المدارس بمثابة "غيتو" منغلق متابعا بالقول "نحن مجتمع يمكن فيه بسهولة استثارة حسد الأكثرية ضد الأقلية ولذلك فاني انصح بعدم المضي في جدل على هذا المنوال". وفي ذات الوقت رفض شويبله اقتراح اردوغان بان يجري تعليم الأتراك في مدارس تعتمد اللغة التركية موضحا انه لا يمكن أن يجري التعامل مع اللغة الألمانية كلغة أجنبية في ألمانيا. يذكر في هذا السياق إن التحريات مازالت جارية للتحقق من أسباب الحريق وفيما إذا كانت دوافع عنصرية وراء الحادث.