حقاً ما قاله الزميل الأستاذ راشد الراشد في مقاله قبل يومين عن البطالة في مجتمعنا بأنها أتت في مجتمع مشلول!! سأعود إلى تقرير مصلحة الإحصاءات العامة لكي تستمتعوا معي بالأرقام والإحصاءات الواردة فيه وإن كنت لا أعلم صحة مصدر تلك الإحصاءات "المخجلة" ولكنها في رأيي تنبئ بحدوث كارثة في حق مجتمع نصف سكانه من الشباب ذكوراً وإناثاً؟... يقول التقرير إن 67.5% من العاطلات السعوديات "جامعيات"!! ويقول أيضا إن 1667أمياً يشغلون منصب "مدير" و "مدير عام " بينهم 336مديراً أمياً "غير سعودي" ومن المفارقات الدالة أن 64.5في المائة من السعوديات العاطلات يحملن درجة "البكالوريوس" في مقابل 7.9بالمائة فقط من العاطلين الذكور يضاف إلى ذلك حسب ما ورد في التقرير إلى أن 63.2في المائة من القوى العاملة السعودية لم يتعد مستوى تعليمها المرحلة الثانوية؟ في تقديري أن ما ورد من إحصاءات وأرقام تعد إنذاراً بحدوث مشكلة.. نعم هي مشكلة اقتصادية بكل المقاييس؟ أولاً: عندما يتم تهميش أكثر من نصف السعوديات من بنات هذا الوطن من قبل الكثير من الأطراف وعلى رأسهم بعض الغوغائيين والمتطفلين الذي لا يرون في المرأة إلا ما يريدونها أن تقوم به!! بدون أي مشاركة تذكر وهي تشكل نصف المجتمع... لا يرون إلا مجتمعاً ذكورياً خالياً من مشاركة النصف الآخر خوفاً من أن تنكشف مواطن الفشل لديهم وتتفوق عليهم في شتى نواحي الحياة؟ وأنا أتفق مع ما قاله الدكتور غازي عندما ذكر بأن المرأة وحسب الكثير من الدراسات والتجارب متفوقه على الرجل في مجتمعنا والسبب أن المنافسة بين الجنسين معدومة؟ فضعف المرأة في مجتمعنا ولد لديها قوة ولذلك فهي متفوقة عليه دراسياً وعملياً بينما القوة في موقف الرجل وتسلطه قد ولد لديه حالاً من الضعف لانعدام مبدأ المنافسة والتطوير... ثانياً للبطالة هذه أسبابها ومن أهمها هو وجود خلل في ميزان العرض والطلب لصالح العمالة الوافدة في سوق العمل السعودي؟ والتي لا تزال وزارة العمل -وبغض النظر عن مدى جدوى استراتيجيتها لمكافحة هذا الخلل- تسعى لمكافحتها بكل الوسائل والسبل الممكنة، ولا ننسى كذلك أهمية نسبة مساهمة العمالة الوطنية في سوق العمل "ذكوراً وإناثاً" وما للتجار والقطاع الخاص من دور بارز في تحقيق هذا التوجه؟ أيضاً وعوداً لما ذكرت في البداية، أين مساهمة العنصر النسائي في التنمية الوطنية من خلال المشاركة الفاعلة لهم في سوق العمل؟ هل يعقل أن يكون مفهوم البطالة لدينا ذكورياً فقط؟!! أي أن البطالة محصورة على الذكور... ألم تستثمر الدولة حفظها الله المليارات من أجل تعليم بنات وطننا وتطويرهم ابتداء من المدرسة إلى الجامعة!! إذاً أين هي مساهمتهم في مجتمعهم؟ ليردوا الدين لمن علمهم وأسسهم لكي يكونوا أعضاءً فاعلين في المجتمع وليس في المطبخ كما يحلو للبعض...!! الجانب الآخر والمضحك والأخير أن من يدير 1667شركة عاملة في القطاع الخاص ولها تأثير كبير على سوق المملكة واقتصادها هم من الأميين غير المتعلمين! والمصيبة الأكبر أن هنالك 336أمياً "غير سعودي" على وظيفة مدير...!! حقاً إننا في مجتمع مشلول...