كان التعريف السائد، والمتعارف عليه للأمي أنه الشخص الذي لا يعرف القراءة والكتابة.. بمعنى لا يحسن قراءة أو كتابة اسمه..!؟ ثم تطور المفهوم، مع حركة التاريخ، والتنوير. أصبح الذي لا يجيد ثقافة التقنية الحديثة، ولا يتعاطى مع الكمبيوتر، ويتواصل عبره، ويوظفه في كل استخداماته الحياتية، وتفاصيل عمله، أصبح في مفهوم الأمية الحديث جاهلاً بالمعنى الحرفي والاصطلاحي. حتى ولو كان يحمل شهادة جامعية..!؟ هذه حقيقة، أو أحسبها حقيقة، ولو كنت أعترف بأنني غارق في الأمية التقنية، ولا أزال أستخدم القلم والورق في الكتابة. غير أن التعريف الجديد لم يرد في مفاهيمنا حتى الآن. فنحن دوماً على القديم، نقف على طلل، نسترجع الماضي في كل أمورنا، وكل مفاهيمنا، ولو كان هذا القديم مليئاً بالخلل، والأخطاء، وربما الخطايا، لا نريد أن نتحرك ونواكب التاريخ، ننام، وكفى الله المؤمنين. الأمية لا تزال عندنا متفشية بمفهومها، ومصطلحها القديم، الشخص أو الكائن الذي لا يعرف، ولا يجيد القراءة والكتابة. هذا في حد ذاته خطير، وخطير جداً، أن تكون نسبة الأمية في مجتمعنا كبيرة، ومعيقة. لكن هناك ما هو أخطر، وأسوأ، وما يجعل الإنسان يصاب بالهلع، أن يكون لدينا حسب إحصاء حكومي 1667أمياً يشغلون منصب "مدير عام" و"مدير". (الحياة - العدد 16382الأحد 10فبراير 2008) معقول..!! هل هو هذا فقط.. لا.. تقول الدراسة إن بعض هؤلاء الأميين من الوافدين..!؟ بكل صدق لو لم تكن المعلومات البحثية صادرة عن مصلحة الإحصاءات العامة والمعلومات التابعة لوزارة الاقتصاد الوطني والتخطيط. لقلنا إن الموضوع لا يعدو كونه مزحة ثقيلة من شخص يعشق إشاعة الحكايا الخرافية، ويتسلى بعقول الناس. وربما في قلبه مرض كبعض كتّاب بعض مواقع "النت". الأمر الذي يجب أن نتوقف عنده. ولكن في زاوية يوم الخميس هو المفارقة العجيبة بأن 64.5في المئة من السعوديات العاطلات يحملن درجة البكالوريوس في مقابل 7.9في المئة فقط من العاطلين الذكور. إذن: نحن مجتمع مشلول.