صباح (يهبِّل).. ذلك الذي فتحت عينيّ عليه... الصباح الذي غنَّت له سيدة الغناء العربي (أم كلثوم): يا صباح الخير ياللي معانا الكروان غنّى وصحّانا وقال فيه طلال: صبَّح صباح الخير من غير ما يتكلم ولمَّا غنى الطير ضحك لنا وسلَّم.. عالم من الوهج.. تسبح في فلك الكواكب السيّارة.. تمرُّ (مرّ السحابة لا ريثٌ ولا عجل).. هذه مصقول عوارضها، تضحك في جبينها الشمس.. وتلك تتجاوزها كأنها تقول: (نورك كفاية).. ومحمد عبده يعلن قبل أن يجيء المساء: "محبوبتي.. معزومة من ضمن المعازيم"!.. وعندما يأتي المساء، ونجوم الليل تُنظر، يُطل هودجها المخملي القادم، من أعماق البحر، تحفُّ به اللآلئ والأصداف.. ويزفّه صوت راشد الماجد: الله يازين اللي حضرت غطّت على كل الحضور هلَّت علينا وانورت ما بعد هذا النور نور! و(المرشدي) العتيد غيّر عادته في النوم مبكراً، يشارك في الطبل والزمر، ويقدّم (رفده) المميَّز: ألا رصوا البخور والعود وهاتوا الورد يهل البيت وهاتولي معاكم عود أباكم ترقصوا في البيت.. في البيت.. في البيت.. - خلاص يا سيدي.. مالنا ومال البيت؟! البيت بدُّه يشيل مين ولاّ مين؟! المعازيم كتير ياعم محمد! ويتحول النهار إلى كورال: ألا يا مرحبا بش.. وبهلش وبالجمل اللي رحل بش! @@ كان (بصَّاص) البلدية يزاول طبيعة العمل مع تعديل بسيط هو أنه كان يمارس (التعدِّيات) بدلاً من أن يزيلها! وتخترق الحشد (أم العيال) تمسك بتلابيب نصفها (الوحش) وتخرجه من السرا ووجهه (يقمِّر عيش): ما تقولش كنَّا وكان.. ياريت دا كله ما كان.. يا ريت ما شفتك.. ولا عرفتك.. ولا كان جمعنا مكان! ويعتذر (عريف الحفل) عن هذا الخطأ الفني الطارئ لتهدئة الجمهور، والسيطرة على مجريات الأمور: - من فضلكم كل واحد يقعد مكانه.. هادي مسألة (عائلية).. ويا داخل بين (البصلة وقشرتها) ما ينوبك إلاَّ (صنّتها)!. صح لسان عريف الحفل.. المسألة (عائلية).. واللي غلط (بصاص البلدية).. الذي استغل وظيفته الرسمية في المصالح الشخصية، نحن مالنا يبو صفية؟! صَادَق (أبو صفيَّة) على الكلام.. ووضع عليه (الأختام)!. كانت (وردة الجزائرية) تعرف قيمة الوقت حق المعرفة، واللي في القدر تطلِّعه (المغرفة): أوقاتي بتحلو.. تحلو معاك.. وحياتي دايما في رضاك مش بس أوقاتي بتحلو دي العيشة والناس والجو.. وللحقيقة و(التاريخ) فقد كان الجو ودياً.. والغيم سكّرياً.. والرياح شمالية إلى شمالية غربية.. والرطوبة نسبية.. فما لنا ولبصاص البلدية، الذي ارتكب (احترافياً) بأن لمس الكرة بيده داخل منطقة الجزاء؟.. وقد كان المذكور - والحق يقال - يدُّه (خفيفة) وعينه (طويلة).. وقد سلط الله عليه (اللي ما يرحم ولا يقدر عليه)!. واختُتم الحفل في التو والساعة، بعد أن تعالت أصوات الباعة، تروِّج لأقوات الناس والبضاعة!.