مواصلة لمسلسل العبث العلمي، اصبح العلماء البريطانيون على مشارف انتاج حيوانات منوية من نخاع عظام النساء وبذلك يخرج الرجل من دورة التكاثر. ويرى الباحثون في جامعة نيوكاسل ان فتحهم العلمي سيساعد في ايجاد علاج جديد للعقم. ولكن منتقدو هذه الطريقة يقولون انها ستقلل من دور الرجال وتزيد من انجاب الاطفال بوسائل صناعية. ويعتمد هذا البحث على الخلايا الجذعية، التي يمكن ان تتحول الى اي نوع من الخلايا. وحسب ما جاء في مجلة نيوسيانتيست، يود العلماء اخذ خلايا جذعية من نخاع احدى المتبرعات وتحويلها الى حيامن باستخدام كيماويات وفيتامينات معينة. وقدم البروفيسور كريم نايرنيا طلب للحصول على ترخيص لتنفيذ هذا البحث، ويقول انه مستعد للشروع فيه بعد شهرين. ويعتقد علماء الاحياء الذين جربوا هذه الوسيلة على فئران المعمل، انهم سيتمكنون من تحقيق المرحلة الاولى لانتاج "حيامن انثوية" خلال سنتين، اما الحيوانات الانثوية القادرة على التخصيب فيحتاج انتاجها الى ثلاث سنوات اخرى بعد انجاز المرحلة الاولى. وقد تم بالفعل تحقيق المرحلة الاولى من انتاج حيوانات منوية من نخاع الذكور. ويثير اخذ الخلايا الجذعية من انسان بالغ - قد يكون مصاب بالسرطان - مشاكل اخلاقية شبيهة بمشاكل استخدام الاجنة في انتاج الخلايا الجذعية. ويتسابق العلماء في العالم لايجاد علاج فعال للعقم.، حيث يحاول العالم الامريكي غريغ آهارونيان، تسجيل براءة تقنيات انتاج "حيامن انثوية" و"بويضات كورية". وفي نفس الوقت يزعم الباحثون في معهد بوتانتان في البرازيل انهم تمكنوا من تحويل خلايا جذعية من اجنة فئران ذكرية الى حيوانات منوية وبويضات. وهم الآن يحاولون استخدام خلايا الجلد لانتاج البويضات، التي يمكن بعد ذلك تخصيبها وزرعها في رحم ام بديلة. وقالت ايرينا كيركيس، الباحثة في المركز البرازيلي، ان هذه العملية ممكنة، لكنها تثير مشاكل اخلاقية، وتمنح الحيوانات المنوية والبويضات المنتجة في المعمل الامل لمن يصابون بالعقم نتيجة الخضوع لعلاج بالاشعة في صغرهم. وقد تتيح هذه التجارب افكار قيمة للتعامل مع العقم، وهي حالة يعرف النذر القليل عنها، مع انها تحدث في اسرة من بين كل ست اسر. ويحذر علماء آخرون من ان البحث لا يزال في مراحله الاولى، وان اي علاج ستمضي سنوات طويلة قبل امكانية استخدامه في المستشفيات والعيادات. من ناحية اخرى هنالك مخاوف من ان الاطفال الذي سيولدون من حيوانات منوية وبويضات صناعية قد يعانون من مشاكل صحية خطيرة، مثلما حدث للفئران في التجارب التي اجريت في نيوكاسل. وستنجب النساء اللاتي يتم تلقيحهن بحيامن انثوية بنات فقط، وذلك لانعدام الكروموزوم وأي الضروري لانجاب الاولاد في تلك الحيامن. ويرى روبين لوفيل بادجن من المعهد الوطني للابحاث الطبية في لندن ان انتاج الحيامن الانثوية يحتاج إلى عشرين عاماً على الاقل. اما جوزفين كوينتافال، من جمعية اخلاقيات الانجاب، التي تناهض هذا النوع من العبث العلمي فتقول "اننا نبحث عن حلول مجردة لحالات غامضة جداً بدلاً من علاج القضية الاساسية. فلا احد يهتم بالبحث في اسباب العقم - العوامل الاجتماعية مثل البدانة والتدخين وتأخير سن الزواج. كل هذه الاشياء ستقوم حلول تحتل العناوين الرئيسي في الصحف ولكنها لن تجعل الكثيرين يحققون حلمهم في انجاب الاطفال". ويرى مايك جادج، من جمعية كريستيان انستيتيوت، ان مشروع نيوكاسل محاولة للتعتيم على بحث يقول ان حياة الاطفال تكون افضل عندما يولدون وينشؤون في اسرة طبيعية من اب وام. فالاطفال يحتاجون لرجل وامرأة يمثلان القدوة في حياتهم. نعم هنالك اطفال ينشؤون في اسرة من والد واحد في ظروف مختلفة، ولكن عندما يكون الحديث عن تعمد انجاب اطفال بهذه الطريقة، فهذا بلا شك عمل غير اخلاقي!".