تعجبني الكلمة (المنحوتة).. أتأملها كما يتأمل السائح منحوتات (مايكل أنجلو).. وموناليزة (دافنشي).. وسيمفونيات (بيتهوفن).. صحيح أن أعمال هذا الأخير لا أفهمها، لكنها تحرك فيّ شيئاً ما.. تريحني، أو تتعبني.. تفرحني أو تحزنني وهي.. في كل الأحوال - لا تترك سطح البحر راكداً ثابتاً كقطعة (صفيح).. بل تموج، وتتثنى، وترقص!.. والكلمة (المجنّحة) ليست حكراً على الحكماء والفلاسفة والشعراء.. فكثيراً ما أتت على لسان إنسان بسيط قد لا يعرف الألف من الياء.. فمن قال إن حروف الهجاء هي وحدها لغة التخاطب؟.. إن (أطعم) ما في الحياة أن (تتذوق) لغة الآخرين..! بعضكم يذكر (ثرثرة فوق النيل).. صحيح أن (نجيب محفوظ) كان روائياً كبيراً، لكن (عماد حمدي) كان في هذا الفيلم أكبر.. ولم يكن نجيب - على كبر قامته - يتدخل في العمل بعد الكتابة، بل يترك الآخرين يضيفون إليه إبداعاتهم، من المخرج إلى آخر (كومبارس).. وكان يقول: (أنا كاتب وبس).. ولم يقل مثل بعض الناس: (يا أرض انهدّي.. ما عليكي قدّي)!!