نقلت أمس صحيفة "الخبر" الجزائرية، كبريات الصحف المستقلة، أن مصالح الأمن الجزائرية تمكنت في ظرف أقل من ست ساعات من إحباط محاولة تفجير كانت تستهدف مقرا للأمن الحضري بمنطقة الأخضرية بولاية المدية ( 200كلم غربا) كانت تستعد لتنفيذه بواسطة حزام ناسف انتحارية تدعى "صابرة" لا يتعدى سنها 21عاما. وذكرت من جانبها صحيفة "النهار" المستقلة أن ذات المصالح تمكنت بفضل يقظة أعوانها ميدانيا من إحباط محاولة لتفجير طائرة بمطار الجزائر الدولي هواري بومدين قبل أسبوع واختطاف رجل أعمال جزائري كان يخطط لتنفيذها 4عناصر إرهابية ينشطون في صفوف ما بات يسمى ب "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي". وذكرت صحيفة الخبر أن المحققين تمكنوا من الوصول إلى الانتحارية ومدبر العملية قبل ساعات قليلة من موعد تنفيذ الجريمة مباشرة بعد تلقي قاعة الإرسال لأمن دائرة البويرة مكالمة هاتفية على رقمها "17" يوم 5فبراير الجاري يوعد فيها المتصل قوات الأمن بالحرب قائلا "وجب علينا جهادكم، وسننفذ غدا إن شاء الله عملية انتحارية ضد أحد مراكزكم، والتي ستقوم بها الأخت صابرينة، التي سميناها "صابرة" وسندمركم بعدما اتفقت الجماعة". وكان اتصال الجاني باستعمال الهاتف النقال مثلما ذكرت الصحيفة وراء سرعة الوصول إليه بالاستعانة بخدمات متعامل الهاتف المحمول الذي استخدم صاحب التهديد إحدى شرائحه للاتصال بالأمن، فدلهم على هوية صاحب الرقم، الذي تبين فيما بعد أن لا علاقة له بالأمر لأن جواله ضاع منه منذ أزيد من سنة. ومكنت نشرية تحصل عليها المحققون من مديرة متعامل الهاتف المحمول من رصد رقمين تابعين لنفس المتعامل كانا على اتصال بالرقم محل البحث بمعدل 15مرّة في اليوم، فطلبوا من المدير التقني للشركة تحديد هوية صاحبي الرقمين، ليتبين بعد حوالي ساعة أنهما لفتاتين تسكنان في مدينة الأخضرية تم القبض عليهما قبل أن يتبين أن إحدى الفتاتين باعت للأخرى شريحة هاتفها وكانت هذه الأخرى تحمل نفس اسم المرشحة لتنفيذ العملية التي ذكرت في المكالمة، التي كشفت عن هوية شريكها ما مكّن من الوصول إليه واعتقاله فجر يوم 5فيفري بالقرب من مدرسة ينتظر وصول الحزام الناسف من شركاء آخرين ليسلمه لشريكته التي كان من المقرر أن ترتديه قبل التوجه نحو مقر الأمن لإيداع شكوى وهمية وتفجير نفسها بداخله. وكشفت تحريات التحقيق المتواصلة إلى حد الساعة أن صاحب المكالمة الهاتفية إرهابي معروف لدى مصالح الأمن، كان يصنع المتفجرات للجماعات الإرهابية ألقي عليه القبض العام 1996في جبال الأخضرية وحكم عليه ب 15سنة سجنا نافذا لكن أطلق سراحه العام 2004لاستفادته من إجراءات الوئام المدني، لكن سرعان ما تم القبض عليه مجددا في 11سبتمبر 2006بعدما اشتبه في وقوفه وراء عمليات التفجير بواسطة الهاتف النقال التي شهدتها منطقة "الأخضرية خلال تلك السنة، غير أن مجلس القضاء برأ ساحته من تلك التهمة لعدم كفاية الأدلة. وكانت يقظة مصالح الأمن الجزائرية المختصة وراء تفطنها وإحباطها المبكر لعملية إرهابية كانت تخطط لتفجير طائرة بمطار هواري بومدين الدولي وأيضا اختطاف رجل أعمال جزائري لمساومته بمبالغ مالية باهظة تستعمل في تمويل تنظيم "القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي". وذكرت مصادر قضائية لصحيفة "النهار" أن مسؤول الخلية الإرهابية التي تم إيداعها السجن عون تقني يشتغل بمؤسسة خاصة متعاقدة مع شركة الخطوط الجوية الجزائرية في مجال صيانة الطائرات، حيث تبين أن هذا الشخص كان في مرحلة الاستعلام ورصد الأهداف لتنفيذ عملية إجرامية ضد طائرة باستعمال قنبلة محمولة على شكل صفيحة متفجرة لا يتجاوز وزنها 1كلغ كان سيضعها تحت الطائرة من اجل تفجيرها لأهداف استعراضية مماثلة لتلك التي استهدفت مبنى قصر الحكومة في 11أبريل (نيسان) 2007ومقر المفوضية السامية لشؤون اللاجئين الأممية في ديسمبر الماضي.