أكد الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة المدير العام التنفيذي للشؤون الصحية بالحرس الوطني أن مدينة الملك عبدالعزيز الطبية ستشهد قريباً تعاوناً علمياً مع كبرى مراكز علاج السرطان الأمريكية عبر الاتصالات الفضائية المرئية، كما يشهد منتصف العام الحالي افتتاح وحدة زراعة النخاع العظمي لعلاج انتكاسة مرض السرطان وعلاج بعض الأمراض المستعصية مثل علاج نقص المناعة وأمراض الاستقلاب الوراثية وبعض أمراض الدم ونقص المناعة، كما ستستكمل قريباً توسعة عدد من غرف العلاج الكيماوي لليوم الواحد الطويل ليكون مجموعها 8غرف علاجية مجهزة بالكامل، وبالإضافة إلى ذلك فقد أنشئت دار الضيافة على مساحة 1500م 2داخل المدينة الطبية بجدة كمشروع خيري يوفر سكناً نموذجياً للمرضى القادمين من خارج مدينة جدة الذين تستدعي متابعتهم واستكمال علاجهم البقاء لعدة أيام أو أسابيع، ويضم السكن 20غرفة مخصصة للأطفال المصابين وأسرهم. وأوضح معاليه ان هذه الإنجازات - ما اكتمل منها وما هو تحت الإنشاء - تدخل ضمن قائمة المشروعات الصحية التي وضع حجر أساسها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية بجدة مؤخراً، وهي تبين بجلاء مدى حرصه واهتمامه - حفظه الله - بصحة المواطن، وبكل ما يخدم المرضى ويوفر لهم الرعاية الصحية الكاملة في مختلف مجالاتها منوهاً إلى أن صحة جميع المواطنين تشكل أولوية قصوى لديه أمد الله في عمره. جاء ذلك في مستهل حديث معاليه للتعريف بقسم أمراض الدم والأورام للأطفال بمركز الأميرة نورة بنت عبدالرحمن بن فيصل آل سعود للأورام مؤكداً أن هذا القسم يعتبر الأول بالقطاع الغربي وثاني قسم على مستوى المملكة لعلاج حالات الأورام للأطفال وهو مجهز تجهيزاً كاملاً بأحدث ما توصل إليه العلم في هذا المجال، وقال معاليه: لقد تم تأمين أجهزة حديثة ذات تقنية عالية على أحدث تكنولوجيا متقدمة في مجال علاج الأورام وهي تساهم بفعالية في توفير العلاج ورفع المعاناة عن المرضى حيث تعتبر من أحدث المعدات الطبية. وبيّن الدكتور الربيعة ان هذه الأجهزة لا تقتصر على تأكيد القدرة على تحديد المرض في مراحله المبكرة بل يتعدى ذلك إلى توفير الدرجة القصوى من الثقة للتعرف على المرضى مما يؤدي إلى التشخيص المبكر وبالتالي زيادة احتمال التدخل الطبي المبكر للعلاج. ومن ناحيته أوضح الدكتورعبدالله باعثمان رئيس قسم أمراض الدم والأورام بالمركز انه توجد عيادات متخصصة للأورام بواقع 12عيادة أسبوعياً، عيادات لأمراض سرطان الدم الحاد والأورام الأخرى، وعيادة لعلاج ومتابعة أمراض الدم الوراثية مثل الأنيميا المنجلية وأنيميا حوض البحر المتوسط وأمراض الدم الأخرى، وعيادة خاصة للأطفال الذين يحتاجون علاج بالأشعة تحت إشراف طبيب استشاري متخصص، كذلك هناك عيادة الغدد الصماء للأطفال المصابين بالأورام والذين تم علاجهم، عيادة لمتابعة المرضى الذين انتهوا وأكملوا فترة العلاج الكيماوي ويراجع كل عيادة 30- 40مريضاً. وبيّن الدكتور باعثمان انه تم قبول حوالي 121طفلاً مصاباً بالسرطان للعام الماضي أي زيادة بنسبة 15% تقريباً على العام 2006ميلادي وزيادة بنسبة 29.75% على عام 2004ميلادي ليتم علاجهم بقسم أورام الأطفال بمركز الأميرة نورة، كما أن عدد المراجعين للعيادات الخارجية من الأطفال المصابين بالأورام بلغ العام الماضي ( 2007ميلادي) 8232مراجعاً، وعدد الأطفال الذين تم تنويمهم بالجناح ما مجموعه 1000مريض، يحتوي هذا الجناح على صالة مجهزة بجميع أنواع الألعاب التي تناسب مختلف الأعمار ليمارس فيها الطفل هوايته المفضلة بين فترة العلاج الكيماوي. وقال الدكتور باعثمان ان الحالات تقبل من جميع المستشفيات في المملكة وخصوصاً من المنطقة الغربية، المنطقة الشمالية والجنوبية، وقد بلغ العدد الاجمالي للحالات المسجلة تقريباً 1200حالة منذ تأسيس القسم. ويوضح الجدول الآتي نسب الأورام المئوية المختلفة على أساس تحويل الحالات من المستشفيات إلى قسم أمراض الدم والأورام: سرطان الدم الحاد 40%. سرطان الغدد الليمفاوية 15%. أورام الجهاز العصبي (الدماغ) 10% وهناك فريق جراحي متخصص لعلاج هذه الحالات. كما أضاف الدكتور باعثمان أن نسبة الشفاء من الأمراض تختلف حسب نوع الورم وعمر المريض، لكن بصورة عامة نجده مثلاً في كثير من الحالات التي تم علاجها بالقسم في سرطان الدم الحاد نسبة الشفاء كانت في حدود ال 75% - 80% وسرطان الغدد الليمفاوية حوالي 85%، وسرطان الكلية والمعروف بسرطان "ويلمز" حوالي 80% حيث يدل هذا على ارتفاع نسب الشفاء وذلك للاستخدام الأمثل لأحدث أساليب العلاج والتقنية الحديثة في مجال علاج الأورام. وهناك مجهودات علمية يقوم بها القسم مثل اجراء الأبحاث والدراسات الخاصة بالأورام، فهناك اجتماعات طبية علمية لمناقشة أنواع الأورام المختلفة، كما يوجد ارتباط علمي بين القسم وجمعيات الأورام الأمريكية والبريطانية. وحالياً يحتوي القسم على 18سريراً لعلاج جميع أنواع الأورام المختلفة عند الأطفال حيث يتم التشخيص المبكر بأحدث اجهزة المحاليل الطبية ويتم العلاج - بناء على نتائج التحاليل والفحوصات المخبرية والمعتمدة عالمياً - ضمن خطة علاج كيماوي مكثف مدروس مستقاة من أغلب البروتوكولات العالمية، ويحضر المريض إلى قسم أورام الأطفال في حالة حدوث أي مكروه لا قدر الله مباشرة ودون المرور من خلال قسم الطوارئ حيث يفحص عن طريق متخصص، كما يوجد هاتف مباشر للاتصال على مدار الساعة بالمرضى. ويعد قسم أورام وأمراض الدم للأطفال ثاني مركز متخصص في علاج هذا النوع من الأمراض، ليستقبل الأعداد المتزايدة احصائياً من حالات السرطان مما يستدعي التفكير جدياً بدراسة الأسباب المسؤولة وتحجيمها ثم العمل على منعها والوقاية منها عبر مؤسسات ومعاهد البحث العلمي في المملكة وزيادة مراكز علاج السرطان وتوسعة عدد غرف وأجنحة المرضى في المراكز المتخصصة.