لا يهمني ما آلت اليه نتيجة مباراة أولمبي الهلال مع نده الشبابي (والتي لم يوفق حكمها) بقدر ما همني وأفرحني ما أفرزته تلك المباراة من وجوه شابة واعدة خاصة من الطرف الهلالي..!! مباراة غذت الأمل للكثير منا بمستقبل مشرق بإذن الله.. رأينا السرعة والحيوية رأينا الحركة وجدية الانتشار شاهدنا المهارة والفكر الكروي الجميل.. مباراة لو كانت مدرجاتها بما كانت عليه يوم الجمعة لأغنت الجميع وأشبعت تطلعاتهم.. (أملنا) بتلك الأسماء الواعدة لا يبدده سوى (استعجال) الأحكام من الكثير ولنا بما ناله سلطان السعود بعد المباراة من سخط خير دليل على ذلك.. "سرعة الأحكام" وما أدراك ما "سرعة الأحكام" هذه.. دمرت الكثير في السابق.. وأطاحت برؤوس ورؤوس.. إدارات.. مدربين... لاعبين وغيرهم وما زالت تعمل عمايلها بالكثير.. تعثوا.. تداهم وتسطوا.. تطيح بالموهوب والمميز تلو الآخر!! عجيب أمرنا.. نريد كل شيء جاهز.. بل نريده أكثر من ذلك نريده ممتع للغاية.. لا نحتمل الصبر على الإطلاق.. ولسنا على استعداد أصلا لنتعلم أصوله.. وبلغ الأمر منا مبلغه الى أن نتجاهل التاريخ وننكر المشاهد ونخفي الأمثلة وراء ظهورنا.. كم وكم وكم من نجم يذهلنا واقعه الآن كاد صراخنا أن ينهيه ويردي به الى غياهب النسيان.. هذا الصراخ الذي يجعل الإداري (ويرغمه) الى التضحية بالمدرب لكي (ينجوا) بنفسه وينجوا بلاعبيه.. إنه كمركب مرعوب من أسماك القروش تجري وراءه لتنهش به فلا يجد أربابها من بُدٍ الا برمي ضحية لهم لتنهش بها تلك القروش وتلهو.. أعود للهلال الأولمبي وأقول أنه فريق واعد وقادم بقوة متى ما منح شبابه الثقة والفرصة وطول البال من قبل الجماهير والإعلام تحديدا.. أما الهلال الكبير فهو يمشي بخطى ثابتة نحو البطولات .. مدربه واثق (وعقلاني) استطاع أن (يخلق) تنافساً بين اللاعبين دون الاهتمام بالأسماء أيا كانت.. دعمه في ذلك موقف الإدارة السليم ونحن نرى كيف يظفر الفريق حاليا بالنتائج (بأقل) مجهود ممكن وهذا ذكاء محبوك لتلاشي (إرهاق) المرحلة وتراكم المشاركات والبطولات، كل ما على الفريق (احترام) كل الخصوم والحذر منهم من خلال تجديد مشاعر (الرغبة) بالفوز في كل مباراة.. أما النصر وخروجه من المسابقة فسببه كما قال صديقنا الحاذق فنيا والمظلوم إعلاميا عبدالعزيز العودة بأن دخوله المباراة (بعشم) أكبر من (قدرات) الفريق سيسبب له المشاكل والخسائر، هذا ما قاله استاذنا القدير الفاهم ابو فيصل (قبل) المباراة، وبالفعل صدقت توقعاته لا من خلال النتيجة أو المستوى وحسب وإنما من خلال تشكيلة البداية (المتهورة) إن صح التعبير عنها، إن استباق (العشم) على (واقع القدرات) ربما يجهز على أي مشروع .. لذا مشكلة النصر أن محبيه وبعض مسئوليه يريدون (اختزال) سنوات بموسم وصنع فريق منصات (بأيام) يجابه الهلال والاتحاد والشباب والأهلي الذين صنعوا فرقهم بسنوات متراكمة من العمل والجهد!! هذا العشم الذي كانت مصائبه كبيرة أولها خسارة الأمير فيصل بن تركي من اللجنة الرباعية وقد (يفتك) بالمزيد من المكاسب في قادم الأيام .. هذا العشم الذي جعل النصر يتعجل النتائج على حساب (البناء) الحقيقي ويضم لاعبين وأسماء كل مالها أنها توهجت ذات فترة(ما) وترك للهلال والشباب والاتحاد الأسماء ذات المستقبل (لا) الماضي .. باختصار أنظر الفارق بين النصر والشباب .. الشباب عندما يغيب فهو ليبني ويغربل ويجدد، والنصر غاب ويغيب بسبب عدم فهمه لتلك المعادلة أو استعداده لفهمها..