أقام مركز الدعوة والإرشاد محاضرة ألقاها الشيخ الدكتور عبدالعزيز الأحمد تحت عنوان (تقنياتنا عماد) وهي محاضرة تثقيفية توعوية تناقش إيجابيات وسلبيات الطفرة الرقمية وأثرها في المجتمع وكيفية تنظيم التعامل معها على ضوء مؤثراتها السلوكية والصحية والنفسية والاجتماعية وقد تناول الدكتور الأحمد في مقدمة حديثه تطور وسائل الإعلام والاتصال في أيامنا هذه ومقارنتها بمستوياتها في الماضي وقال، لقد تطورت الاتصالات المرئية في زمننا هذا حتى أن الإنسان يستطيع أن يصل لأي معلومة عن طريق لمس زر صغير ليدخل على العالم كله، واستطرد قائلاً، كان الناس في الماضي يصفون العالم بأنه قرية صغيرة من جراء ما وصلت إليه الاكتشاف العلمية في وسائل الاتصال إلا أن البعض الآن يدعي بأن العالم أمسى بحجم كف اليد إذ يستطيع أي شخص أن يرى العالم ويسبر أغواره عبر جهاز صغير بحجم كف اليد وأوضح الدكتور الأحمد أن في الماضي كان الإعلام يعاني للوصول للمتلقي كما هي وسائل الاتصال فمجرد إرسال رسالة بريدية يتطلب أياماً وربما شهوراً فضلاً عن مثلها لتلقي الرد على الرسالة ثم تطور الإعلام من ذاك الذي ساد في حياة المجتمعات القديمة كسوق عكاظ ثم عرف الناس الصحافة ليأتي بعدها المذياع والتلفاز وبين أننا الآن نشهد تقدماً هائلاً في وسائط تكنولوجيا المعلومات تلك التي تتعلق بالإعلام أو الاتصال وأشار إلى أن هنالك نقلة نوعية تمت من استخدام الحمام الزاجل إلى استخدام البريد الالكتروني بل يمكن لأي شخص الآن أن يتحدث ويرى في نفس الوقت أي شخص يريده في أي جهة من العالم، كما أوضح بأن كل شخص في المملكة أصبح يملك هاتفاً نقالاً كما أنه لا يخلو كل بيت من جهاز حاسب آلي سواء أكان مكتبياً أو محمولاً أما جهاز التلفزيون فهو أضحِى أمراً عادياً في حياة الناس، وأكد الدكتور على أن هذا الواقع المتطور جداً أفرز جدلاً واسعاً حول سلبيات وإيجابيات مخرجات هذه القفزة النوعية في مجالات الإعلام والاتصال فهنالك سلبيات سلوكية وصحية ونفسية واجتماعية ومن الجهة الأخرى لدينا إيجابيات ثقافية ومعرفية وتعليمية لها وزنها أيضاً وقال إن سبل الاستفادة للفرد من هذا التطور الكبير هو تنظيم التعامل مع هذه الوسائط الإعلامية وقنوات الاتصال خاصة الشباب الذي ينجذبون بشدة لكل ما هو جديد من تقنية معلوماتية فيصبحوا ضحية للجنس والإباحية من قبل مجتمعات لا تمت لنا بصلة في ثقافتنا وقيمنا الإسلامية السمحة لا سيما وأن الشبكة العنكبوتية أصبحت تلخص العالم كله بثقافة ومجتمعاته في لمسة زر.