من سلبياتنا في المجتمع تغييب أو غياب المبادرة تماماً عن حياتنا وأجوائنا العائلية. وأقصد بالمبادرة ذلك المقترح الذي يهدف إلى جلب الجديد والنافع للعائلة وتحريك الركود الذي أضحى العنصر المشترك في معظم أسرنا، بسبب ذلك لا نجد استثماراً جاداً للأطفال والشباب في العائلات يحتوي تلك الطاقات والموارد خاصة في مواسم الإجازات. من الممكن "على سبيل المثال" عقد فرق مصغرة في العائلة "خاصة التي تحوي أكثر من خمسة أولاد" هذه الفرق تمارس عملها في المنزل ويكون نشاطها هادفاً وإنتاجيا ولا يكون الهدف منه فقط أن يشغل وقت الفراغ، ولابد في مثل هذا المشروع أن يبارك رب العائلة قيامه وأن يدعم ويراقب سير خطواته فهو العنصر الرئيس الذي يتوقف عليه نجاح مثل هذه المشاريع المهمة، فمساهمته ودعمه المعنوي والمادي سيكون تكريساً لمفهوم العمل والإنتاج في العائلة، سنتوقف في هذه الأسطر قليلاً مع آلية مقترحة لعمل تلك الفرق التي أرى إقرارها وتنظيمها في العائلات: فريق المناسبات: هدف هذا الفريق هو الترتيب لأي مناسبة اجتماعية تنظمها العائلة، هناك ثلاثة اجتماعات رئيسية لهذا الفريق، الاجتماع الأول عند إعلان المناسبة ويتضمن الاجتماع تناول الهدف من إقامة المناسبة والإنصات إلى المقترحات المعدة للتنظيم ومن ثم توزيع المهام، الاجتماع الثاني للجمعية يعقد بهدف التأكد من اكتمال التجهيزات ومن ثم البدء بالمهام، أما الاجتماع الثالث فيعقد بعد الانتهاء من إقامة المناسبة وذلك لبحث المعقوقات والسلبيات التي واجهت الفريق، من أهم المواصفات التي يجب أن يتصف بها أفراد الفريق، ذوقهم الرفيع اطلاعهم على الأماكن الترفيهية والاستراحات واختيار أفضلها لإقامة المناسبات. جمعية الحالات الطارئة: يجتمع أفراد الفريق هنا لبحث أي أمر طارئ ودون شك فإن اختيار أفراد فريق العمل هنا لا بد أن يحظى بعناية خاصة فالسمات الشخصية كسرعة الاستجابة والتماسك في المواقف والظروف الصعبة وعدم التذمر وإتقان العمل ستكون مهمة للفرد في هذا الفريق. فريق النظافة: قد يترفع البعض عن أداء هذه المهمة، لكن أداءها بالطريقة الجماعية مع الأطفال والشباب، سيكون لها وقعا وفوائد كبيرة فهي تعود الطفل على حب العمل وعدم الترفع والاستهتار ببعض الأعمال ومن الفوائد كذلك تخطي الحواجز النفسية الخاصة بالعملية الإنتاجية في المجتمع وتعويد النفس على ممارسة تلك الأعمال ليحظى الفرد بعد ذلك بقابلية أكثر في الأعمال الحساسة في المستقبل. فريق الميزانية: هذا الفريق من مهماته ترتيب وتنظيم المصروف الشهري للمنزل، ومن المهم أن يتم توثيق المصروفات والمدخولات للعائلة بهدف إيجاد نقاط الضعف والقوة في عملية الصرف، كما أن هذا الفريق من مهامه الإشراف على عمليات الشراء وتحديد السلع المناسبة والمفيدة لأفراد العائلة. إن تكريس مفاهيم تلك الفرق في حياة الأطفال من الصغر، في مجتمع يمارس هدراً كبيراً في طاقاتهم، سيكون كفيلاً باختصار العديد من الخطوات والمراحل في حياتهم مستقبلاً، وفي هذا الصدد ستكون المبادرة هي الطريقة الفعالة لرسم سياسات تربية جديدة من شأنها إعداد أجيالنا للانخراط في حياة عصرية سمتها الرئيسية العمل والإنتاج. [email protected]