تعتبر القرية العالمية أحد المراكز المهمة التي أضفت طابعاً ثقافيا بعدة أشكال وألوان على مدينة دبي تلك القرية التي أنشئت عام 1996م، والتي ملأت الفراغ لتستقطب زواراً من مختلف الأمم لتعرض ثقافاتها أشكالاً وألواناً. وقد أصبحت القرية العالمية مع مرور السنوات موقعاً وجهة فريدة من نوعها في العالم تقصدها جموع كبيرة من الزائرين سواء أكان للسياحة أم للتسلية، للمرح والتبضع والترفيه، وكوجهة سياحية عالية المستوى، تجمع القرية العالمية بين مختلف التقاليد والثقافات، فتشمل بذلك مجموعة واسعة من النشاطات كالموسيقى والرسم والنحت والرقص والفنون الأخرى، بالإضافة إلى الأعمال الحرفية واليدوية والصناعية والمسرح والأزياء والمأكولات الشعبية الخاصة بالبلدان المشاركة من كافة أنحاء العالم كنموذج لتلك البلد الآتي من الخارج أو الموجود هنا ليمثل بلده بالطريقة التي تروق لأهلها وتجذب السياح. اتخذت هذه الوجهة من )دبي لاند( مقراً جديداً لها، حيث يسهل الوصول إليها من كل إمارة في دولة الإمارات عبر شبكة متطورة وعملية من الطرقات وتسهيلات في الخدمات. وإلى جانب استضافتها أنواع النشاطات التي تتضمنها بلدان من القارات الخمس، تقدم القرية العالمية أيضاً مجموعة من أفضل التسهيلات وأرقى الخدمات مثل المطاعم، المواصلات العامة منها وإ ليها، ومواقف تستوعب آلاف السيارات كما تخصص القرية العالمية فريقاً فعالاً يلبي احتياجات العائلات ومتطلباتها كإعطاء التفاصيل عن المواقف، وتقديم التسهيلات والخدمات المتوفرة، كما تتمتع القرية العالمية بمزايا وخدمات كثيرة ومتنوعة كخدمات الاتصالات إذ تتوافر أعداد كبيرة من كابينات الهواتف العمومية، تم توزيعها في مختلف أرجاء المدينة، كما تتوزع في أنحائها محلات الصرافة وتبديل العملات المختلفة إضافة إلى مكاتب البريد والبنوك وآلات الصراف الآلي، في منطقة صحراوية بعيدة عن المدن الصاخبة وقسم للاستعلام عن المفقودات ومكاتب الاستعلامات لتزويد الزوار بكافة المعلومات المتعلقة بالقرية العالمية وفعالياتها. حيث تمكن الزوار من الحصول على الكتيبات والنشرات والدليل الخاص بالموقع في داخل القرية العالمية. ويقدم مركز الأعمال المتواجد في القرية العالمية كل التسهيلات الخاصة بالاتصال، خدمات الانترنت، الفاكس والنسخ للصحافيين والزوار كذلك، وأيضاً تتوفر خدمات لذوي الاحتياجات الخاصة من الزوار وعربات الأطفال والكراسي المتحركة.. يتميز جدول الإحصاءات المتعلقة بالقرية العالمية من ناحية الزوار وعدد الدول المشاركة فيها بالزيادة المطردة منذ بدايتها في عام 1996كما تدل الزيادة في عدد الدول المشاركة على النجاح الذي حققته وتحققه القرية العالمية في استقطاب الدول على اختلاف ثقافاتها وتنوعها للمشاركة فيها. وبلغ عدد زوارها 5ملايين زائر عام 2005مقارنة ب 500ألف عام 1996.وتعتبر القرية العالمية جزءاً من مشروع أكبر هو مشروع (دبي لاند) الذي يعتبر أكبر مشروع من نوعه للسياحة العائلية على مستوى الشرق الأوسط، وسيقام المشروع الذي تقدر كلفة الاستثمارات فيه بأكثر من 18مليار درهم إماراتي، على مساحة ملياري قدم مربع ويتضمن 45مشروعاً رئيسياً. ويتم تنفيذ المشروع الذي يعتمد على رؤية مستقبلية استثنائية طبقاً لمعايير عالمية المستوى، حيث يعد أحد أهم المشاريع الطموحة التي تستهدف تعزيز مكانة دبي كوجهة سياحية عالمية. وقد روعي في تصميم مشروع دبي لاند أن يلبي متطلبات فئة واسعة من السياح تتضمن مختلف الاجناس والأجيال من مختلف أنحاء المنطقة والعالم، حيث سيتضمن المشروع تشكيلة واسعة من عناصر الجذب السياحية، ومزيج من الفعاليات والنشاطات على مدار اليوم، إلى جانب توفيره لمختلف أنواع الإقامة لتشجيع السياح على قضاء أكبر مدة ممكنة في أرجائه الرحبة. وتشجيعاً للابداع الفكري بين المشاركين، تقدم القرية العالمية جائزة (العالم) السنوية، وذلك عن سبع فئات مختلفة هي أفضل جناح، أفضل مطعم، أفضل يوم عالمي، أفضل تغطية إعلامية، أفضل فعالية، أفضل تحقيق ثقافي، وأفضل صورة فوتوغرافية، وقد صممت كل منها لتظهر القرية العالمية بأفضل صورة ممكنة. كما تتميز أرض الألعاب الترفيهية التي تجذب ملايين الزوار كل عام بالعديد من الألعاب المثيرة والجولات الشيقة التي يتم اختيارها بعناية لتناسب الزوار من مختلف الأعمار حيث تلاقي مدينة الملاهي رواجاً كبيراً بين العائلات، هذا بالإضافة إلى العروض المائية المذهلة على أنغام الموسيقى، والألعاب النارية الرائعة التي تزين سماء القرية كل مساء، والعديد من المهرجانات مثل مهرجان طائرات الورق. ويكتمل كل هذا بالعروض الترفيهية المتنوعة مثل السيرك العالمي، وعروض مسرحية خاصة من دول أوروبية وعالمية أخرى. الجناح السعودي في القرية العالمية زيادة في الشركات العارضة والزوار.. ونقص في السعوديين تغريد بالبخور والهيل والتمور تعتبر القرية العالمية متميزة هذه السنة نظراً للتطورات الكبيرة والجديدة التي تمت إضافتها على مرافق القرية، كالبحيرة المائية والتي تفصل بين أجنحة الدول، مما أضفى جمالاً على القرية وأعطى نظرة سياحية رائعة للموقع. كما أن اختيار توقيت القرية هذا العام، كان موفقاً، حيث كان له انعكاس كبير من حيث أعداد الزوار للقرية يومياً، نظراً لابتداء القرية العالمية بتاريخ 2007/12/13، أي قبيل إجازة العيد الأضحى، ثم إجازة منتصف العام الدراسي، مما أفضى إلى ازدياد عدد الزوار من مختلف الفئات، كما لوحظ ارتفاع القوة الشرائية للزوار. كما ان التوقعات تشير الى زيادة في عدد زوار محطات القرية العالمية خلال فعاليات مهرجان دبي للتسوق الذي بدأ في 24يناير وينتهي في 24من الشهر الجاري. ويعتبر جناح المملكة العربية السعودية بالقرية العالمية من أبرز وأكبر الأجنحة، حيث ينظم للسنة التاسعة على التوالي ابتداءً من سنة 1999وحتى الآن. ومن جهته، يقول إبراهيم الجابر المشرف على الجناح السعودي في القرية العالمية إن هذه المشاركة هي التاسعة في القرية العالمية، وقد نبعت المشاركة من الاهتمام الكبير الذي توليه حكومة المملكة لمشاركتها في مهرجان دبي للتسوق بحكم العلاقات المتميزة التي تربط البلدين الشقيقين الإمارات والسعودية، مشيرا إلى أن القرية العالمية تعد أكبر وأبرز فعاليات المهرجان بالإضافة إلى أن هذه القرية تعد ملتقى عالميا ففيها تحضر كل الجنسيات سواء أكانوا زائرين أم عارضين وهو ما يخلق نوعا من التنوع والتناغم الحضاري في مكان واحد، والكل يعكس ثقافة بلاده وتقاليدها وتراثها قبل أن تكون القرية مكانا للتجارة والبيع والشراء. ويضيف الجابر إن نسبة الإقبال قد زادت هذه السنة عن السنوات الماضية كما أن المحلات المشاركة قد زاد عددها، وبعد أن كانت المساحة 1000متر مربع في البدايات، امتدت اليوم وأصبحت مساحة الجناح السعودي 2500متر مربع، مقسمة إلى أكثر من 70محلاً، بمشاركة كبرى شركات العطور والتمور والملابس التراثية النسائية والرجالية، وكذلك الأحذية والحقائب، علماً بأن جناح المملكة العربية السعودية كان دائماً يتميز بديكوراته العالية في التصميم الداخلي والخارجي، وكذلك إدارته وخدمات العارضين والزوار، وقد توج ذلك بحصول الشركة المنظمة على أفضل خدمة وإدارة جناح لعام 2004، ويذكر أن الملحقية الثقافية اعتذرت عن الإشراف على الجناح السعودي خلال العامين السابقين حيث تم إسناد مهمة تنظيم الجناح لشركة خاصة. ويضيف الجابر كيف لا والسعودية التي امتلكت كل هذا التراث العريق خلال القرون الماضية، واشتهرت بأجود أنواع التمور في العالم أن تقدم تمورها بمختلف أنواعها للزوار والتي تم جلبها من مختلف الأماكن التي تشتهر بالتمور ويعرفها أهل الخليج والعرب بحكم الزيارات الدائمة للسعودية ومناسك الحج والعمرة التي يحرص المسلمون على أدائها بشكل دائم. ويقول أحد الباعة في الجناح السعودي انه يلحظ الإقبال الكبير على أنواع التمور السعودية وهي كثيرة ومن أهم أنواع التمور: البرحي وحاتمي وخلاص وسكري وسلج وصفري وصقعي وعجوة ومنيفي ونبوت وسيف وهلالي وأبا سويد والشرقية والصور والعنبرة. ويضيف : أن الزوار يقبلون على شراء الخلاص لأنه بارد وطعمه طيب، وعلى السكري لأن طعمه حلو، مشيرا إلى أن البرحي والسكري تكثر زراعتهما في منطقة القصيم. وتعتبر حوطة بني تميم ووادي الدواسر من أكثر المناطق التي تكثر فيها هذه الزراعة، حيت توجد أكثر من 30منطقة في المملكة تكثر فيها زراعة التمور ومنها نجد التي تعتبر من أكثر مناطق التمور، وتوجد مناطق غير معروفة تصل إلى أكثر من 30منطقة بين الخرجي والوادي تشتهر بالتمور. ومن ناحية أخرى، يشير صالح سليمان صاحب محل لبيع العطور إلى انه على الرغم من موقع القرية البعيد بعض الشيء عن دبي إلا أن الإقبال هذا العام كان أكثر من كل سنة، وذلك لأن القرية اكتسبت ثقة الناس طوال السنوات الماضية وباتت تستقطب الكثيرين لمتابعة فعالياتها، ويؤمها جمهور كبير من مختلف البلدان، مشيرا إلى أن القرية جاءت بالعالم من مختلف أرجاء الكرة الأرضية إليها للزيارة والعمل، فكيف لا يمكنها أن تستقطب الزوار من داخل الدولة. وحول أنواع العطور التي يفضلها الزوار قال إن الخليجيين يفضلون الروائح الخليجية المشبعة برائحة العود والمخلط والمسك، مشيراً إلى أن العرب بدأوا يتأقلمون مع هذه الأنواع من العطور وهذا الخط، إلا أن إقبالهم لا يزال يتجه نحو العطور العالمية، لأنها تعتبر من العطور الخفيفة التي يمكنهم استخدامها في كل وقت. ويجد الزائر للجناح السعودي رائحة أخرى غير العطور حيث القهوة العربية بكل ما فيها من لذة وجمالية، إذ يتم تناولها في جميع المناسبات الحزينة والسعيدة وخلال اللقاءات، وتقديمها للضيف يعتبر الباب الرئيسي للكرم العربي الذي اشتهر به العرب منذ القديم وما زالوا محافظين عليه إلى هذه الأيام باعتباره جزءا من هويتهم الحضارية والثقافية والإنسانية، هذه السنة تستقبل القرية الزوار بالقهوة العربية من قهوة الخير العربية. ويشير إبراهيم قنديل المدير العام لتمور الضحيان إلى الاقبال الكثيف من الزوار وخاصة من قبل الإماراتيين، ويعتبر التنظيم مميزاً والديكور جميلاً وجذاباً، ويتابع: زادت شركات التمور المشاركة من 4السنة الفائتة لتصل إلى 8لهذه السنة. أما علي الحميري - زائر إماراتي فيقول: بما أننا في الجناح السعودي فيفضل أن تكون كل الشركات المشاركة من المملكة وأن يكون العارضون أيضاً سعوديين وبالزي السعودي كي تشعر بنفسك فعلاً داخل الجناح السعودي، ويشاطره عبد الناصر- زائر إماراتي، الرأي ويتمنى إضافة عروض ثقافية وفلكلورية في الجناح أسوة ببعض الأجنحة الخليجية الأخرى لكي يضفي طابعاً فني تراثي وفلكلوري يعبرعن الموروث السعودي الغني، كما ويتمنى إقامة العروض الشعرية نظراً لتميز المملكة بالشعر والشعراء. أما شادية - عارضة من محل بوابة دبي فتقول: إقبال الزوار جيد خاصة من دول الخليج ويزيد عددهم أيام الخميس والجمعة وفي الأعياد والعطلات المختلفة.