«الاستثمار العالمي»: المستثمرون الدوليون تضاعفوا 10 مرات    قيود الامتياز التجاري تقفز 866 % خلال 3 سنوات    رئيسة (WAIPA): رؤية 2030 نموذج يحتذى لتحقيق التنمية    سعود بن مشعل يشهد حفل "المساحة الجيولوجية" بمناسبة مرور 25 عامًا    السد والهلال.. «تحدي الكبار»    ظهور « تاريخي» لسعود عبدالحميد في الدوري الإيطالي    أمطار على مكة وجدة.. «الأرصاد» ل«عكاظ»: تعليق الدراسة من اختصاص «التعليم»    «التعليم»: حظر استخدام الهواتف المحمولة بمدارس التعليم العام    إسماعيل رشيد: صوت أصيل يودّع الحياة    من أجل خير البشرية    وفد من مقاطعة شينجيانغ الصينية للتواصل الثقافي يزور «الرياض»    محمد بن راشد الخثلان ورسالته الأخيرة    مملكتنا نحو بيئة أكثر استدامة    نيوم يختبر قدراته أمام الباطن.. والعدالة يلاقي الجندل    في الشباك    بايرن وسان جيرمان في مهمة لا تقبل القسمة على اثنين    النصر يتغلب على الغرافة بثلاثية في نخبة آسيا    قمة مرتقبة تجمع الأهلي والهلال .. في الجولة السادسة من ممتاز الطائرة    وزير الخارجية يشارك في الاجتماع الرباعي بشأن السودان    الكرامة الوطنية.. استراتيجيات الرد على الإساءات    نائب أمير الشرقية يكرم الفائزين من القطاع الصحي الخاص بجائزة أميز    ألوان الطيف    ضاحية بيروت.. دمار شامل    «بنان».. جسر بين الماضي والمستقبل    حكايات تُروى لإرث يبقى    جائزة القلم الذهبي تحقق رقماً قياسياً عالمياً بمشاركات من 49 دولة    نقاط شائكة تعصف بهدنة إسرائيل وحزب الله    أهمية قواعد البيانات في البحث الأكاديمي والمعلومات المالية    الأمير محمد بن سلمان يعزّي ولي عهد الكويت في وفاة الشيخ محمد عبدالعزيز الصباح    تطوير الموظفين.. دور من ؟    السجن والغرامة ل 6 مواطنين ارتكبوا جريمة احتيالٍ مالي    قصر بعظام الإبل في حوراء أملج    كلنا يا سيادة الرئيس!    القتال على عدة جبهات    معارك أم درمان تفضح صراع الجنرالات    الدكتور ضاري    التظاهر بإمتلاك العادات    مجرد تجارب.. شخصية..!!    كن مرناً تكسب أكثر    نوافذ للحياة    زاروا المسجد النبوي ووصلوا إلى مكة المكرمة.. ضيوف برنامج خادم الحرمين يشكرون القيادة    الرئيس العام ل"هيئة الأمر بالمعروف" يستقبل المستشار برئاسة أمن الدولة    صورة العام 2024!    ما قلته وما لم أقله لضيفنا    5 حقائق من الضروري أن يعرفها الجميع عن التدخين    «مانشينيل».. أخطر شجرة في العالم    التوصل لعلاج فيروسي للسرطان    محافظ صبيا يرأس اجتماع المجلس المحلي في دورته الثانية للعام ١٤٤٦ه    وزير الخارجية يطالب المجتمع الدولي بالتحرك لوقف النار في غزة ولبنان    استعراض السيرة النبوية أمام ضيوف الملك    أمير الشرقية يستقبل منتسبي «إبصر» ورئيس «ترميم»    الوداد لرعاية الأيتام توقع مذكرة تعاون مع الهيئة العامة للإحصاء    أمير الرياض ونائبه يؤديان صلاة الميت على الأمير ناصر بن سعود بن ناصر وسارة آل الشيخ    أمير منطقة تبوك يستقبل القنصل الكوري    البريد السعودي يصدر طابعاً بريدياً بمناسبة اليوم العالمي للطفل    الدفاع المدني يحذر من الاقتراب من تجمعات السيول وعبور الأودية    الأهل والأقارب أولاً    الإنجاز الأهم وزهو التكريم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مطالب بتنظيم منح تأشيرات خاصة لكنز السياحة المفقود "جزيرة فرسان"
الصانع يعرض جولة سياحية شاملة عن جازان بسواحلها وجبالها ..
نشر في الرياض يوم 11 - 02 - 2008

قدم عبد الرحمن محمد الصانع عضو لجنة السياحة الوطنية ومدير عام شركة آسيا للفنادق، وصفاً كاملاً لرحلة عمل وسياحة قام بها وفد من أعضاء لجنتي السفر والسياحة بغرفتي الرياض وجدة، وضمت عدداً من رجال الأعمال المعروفين، وتناول بعرض شامل ابرز المقومات السياحية في المنطقة، وخاصة أنها تضم جزيرة وسواحل على البحر الاحمر، إضافة للجبال الخضراء والطبيعة الجذابة، كما قدم في ثنايا حديثه عدداً من المقترحات الهامة التي يمكن أن تجعل جازان وجهة سياحية مفضلة على مستوى المملكة. كما دعا لوضع نظام مستقل لمنح التأشيرات لمن يرغب زيارة جزيرة فرسان.
بداية قال الصانع، لقد نظمت رحلة الى منطقة جازان، وكانت برئاسة محمد المعجل رئيس اللجنة السياحة الوطنية بغرفة الرياض، وذلك في الأسبوع الأول من شهر محرم المنصرم إلى منطقة جازان والتي كانت رحلة عمل وسياحة، نظمت اللجنة السياحية بالغرفة التجارية بجازان التي يرأسها الأستاذ محمود الأقصم برنامجاً لزيارة أهم الأماكن السياحية بالمنطقة، وكان على ضيق الوقت وإزدحام البرنامج إلا أنه أُتيح لنا مشاهدة المعالم السياحية الخلابة في هذه المنطقة العزيزة بأهلها الطيبين على قلوبنا فهم غمرونا بكرمهم وحسن إستقبالهم وطيب وصدق تعاملهم.
الموقع والمساحة : تقع جازان في أقصى الجنوب الغربي بين خطي طول 20، - 4341ودائرتي عرض 20، - 1716، 40تضم مدينة جازان العاصمة الإدارية والميناء الرئيسي بالإضافة إلى ثلاث عشرة محافظة، يحدها من الشمال والشمال الشرقي منطقة عسير ومن الجنوب والشرق الجمهورية اليمنية وغرباً البحر الأحمر، تبلغ مساحتها الإجمالية حوالي 12000كم مربع، تأتي في المرتبة الثانية من حيث الكثافة السكانية بالمملكة وبلغ عدد القرى أكثر من 4200قرية بعضها تنافس المدن بإزدحامها وعماراتها يصل عدد سكانها إلى أكثر من مليوني نسمة.
مناخها : تتميز منطقة جازان بتنوع تضاريسها بين الساحل والسهل والجبل وهذا يوفر مناخاً متنوعاً فهي في السفوح والسواحل والسهول تعد مشتىً متميزاً وفي الجبال تعد المدن والقرى مصيفاً هادئاً، يشهد فصل الشتاء إزدحام الزوار من هواة السياحة والسفر حيث إن منطقة جازان بشواطئها البكر وأوديتها ذات الجمال الرصين قد أصبحت مقصداً لأهالي الكثير من مناطق المملكة.
الأودية والجزر والجبال
حبا الله منطقة جازان إمكانات طبيعية وتنوعا مناخيا وبيئيا ومقومات سياحية تؤهلها بحق أن تكون مركز جذب سياحي على مدار العام وفق تكوينها الجغرافي، ففي شرقها تمتد المرتفعات الجبلية التي يبلغ إرتفاع بعضها نحو ( 3500م) وتمتاز بالطبيعة الخلابة والخضرة الدائمة والمناخ المعتدل صيفاً ومنها تمتد الجداول الساحرة والشعاب إلى الأودية الغناء التي يفوق عددها (25) وادياً من ابرزها أودية (بيش، وصبيا).
وهذه الأودية عبارة عن مشاهد جمالية بديعة لإحتوائها على بيئات متنوعة من النباتات المختلفة. وهي تحمل الخير إلى سهول تهامة التي تشتهر بخصوبة أرضها وغزارة إنتاجها أما الساحل الذي يمتد من الموسم جنوباً إلى الشقيق شمالاً بطول يزيد عن (250كم) فيحتضن الرمال النقية الذهبية التي تشكل الشواطئ الجميلة مثل الشقيق وبيش والمرجان والموسم والطرفة، وداخل البحر توجد أكثر من مائة جزيرة أهمها وأكبرها جزيرة فرسان الفاتنة وتتوفر في المنطقة شلالات يتدفق بعضها على الأشجار العطرية مثل شلال وادي القرحان وشلال ظلامة، إضافة إلى الينابيع والعيون ذات المياه المعدنية مثل عيون البزة في العرضة وعيون الوغرة في بني مالك والعين الحارة في الخوبة، وتعتبر المنطقة من المناطق الواعدة سياحياً لأنها تلبي حاجة السائح وهوايته فمن المناظر الطبيعية في الجبل والسهل والساحل إلى عبق التاريخ بآثاره وتراثه إلى الجزر المتناثرة الحالمة في البحر الغني بمكامنه وعجائبه، وبدأ الزوار يقصدون تلك المواقع فعلياً وبدأ الإستثمار الحقيقي في هذا المجال، وحالياً يتابع المستثمرون تلك الفرص الواعدة خاصة بعد أن أقدم عدد منهم على إقامة الفنادق والمنتجعات التي لاقت إقبالاً كبيراً، وكثيراً ما يصاحب ذلك في المواسم مهرجانات سياحية مميزة تستقطب عدداً كبيراً من الزوار، وبدأت تأخذ طابعاً تنظيمياً كمهرجان جازان الشتوي من - 1429/02/2001/29ه بتنظيم مجلس التنمية السياحية الذي يرأسه أمير المنطقة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبد العزيز وبمشاركة الهيئة العليا للسياحة.
المرتفعات الجبلية
تمثل المرتفعات الجبلية في منطقة جازان أحد العناصر الهامة للمقومات السياحية ذات الطقس الباردة شتاءً والمعتدلة صيفاً فهي بالتأكيد مصدر هام للجذب السياحي في المنطقة على مدار العام وتوفر فرصاً إستثمارية أكبر.
فقد أبرزت هذه المرتفعات الجميلة بطبيعتها التي يكسوها الإخضرار منطقة جازان إعلامياً في المستويات الأولى فضلاً عن غيرها من مناطق المملكة، وذلك الذي جعل المصطافين والسياح والمستثمرين يفدون لهذه المرتفعات من مختلف مناطق المملكة ومختلف دول العالم ومن هذه المرتفعات:
جبال فيفا.
جبال بني مالك.
جبال الريث والجبل الأسود.
جبال الحشر وآل تيد.
جبل بلغازي وجبال منجد.
جزر فرسان
تقع جزر فرسان على بعد 48كلم من مدينة جازان غرباً وتبلغ مساحتها حوالي 38100هكتار ويصل طول شاطئها إلى 216كلم وتتبعها عدة قرى وحلل منها : حلة المسلية وحلة المشراف ومن القرى قرية صير وقرية الحسين وقرية القصار وقرية المحرق.
وقرية السقيد وهي فرسان الصغرى وتقع شمال جزيرة فرسان مع قليل من الميل إلى الشمال الغربي ويربط بين الجزيرتين جسر طوله 650م، وقد سميت هذه الجزيرة بفرسان الصغرى لأنها تأتي في المرتبة الثانية بعد فرسان الكبرى.
وقد شكلت بعض الأماكن في فرسان أهمية عظمى لإبرازها سياحياً كالساحل الغربي في فرسان على إمتداده إلى رأس القرن ومنطقة القندل الشهيرة بأشجار الشورا شديدة الإخضرار، وكذلك قرى السقيد وسواحلها وقرية خبت وقرية صير والقصار والمحرق وذلك لكثافة أشجارها، إضافة إلى ذلك الجزر المتقاربة عند مدخل الميناء والتي يمكن للزائر أن ينتقل فيها بكل سهولة ويسر في جولة بحرية، ولا ننسى كذلك الوديان التي يشاهد فيها أسراب الغزلان والشعاب المرجانية المتناثرة.
واستعرض الصانع العيون الحارة، فمنطقة جازان تنفرد بوجود العيون الحارة التي يرتادها السياح والزوار للعلاج من بعض الأمراض الجلدية وأمراض المفاصل حيث توجد في المنطقة ثلاث مناطق رئيسة للعيون الحارة وهي:
- العيون الحارة وما يسمى بالوغرة والواقعة شرق سد وادي جازان وتبعد عن مدينة جازان ب 51كلم وعليها مشروع سياحي طبي للشركة السياحية بالمنطقة.
- العيون الحارة بالخوبة وتبعد عن جازان بمسافة 69كلم.
- العيون الحارة بوادي ضمد التي تم إستصلاحها من قبل هيئة تطوير فيفا وتعد من العيون النموذجية وتتراوح درجات الحرارة الخارجية من هذه العيون ما بين - 7558درجة مئوية ويبلغ متوسط درجة الحرارة للمياه الخارجية المجمعة من مجموع العيون، ويحتوي هذا الماء على درجة عالية من الأملاح لاسيما الصوديوم - البوتاسيوم - الفلورايد - المغنسيوم - الحديد - الكالسيوم الكبريتات - الكلورايد - السليكات - الفوسفات - الزنك.
الأماكن الأثرية
منطقة جازان المترامية الأطراف تضم العديد من المواقع التاريخية القديمة الدالة على عراقتها وأصالتها وبها شواهد تاريخية عن حضارات غابت ومن أبرز هذه المعالم مدينة عثر الواقعة غرب محافظة صبيا، ومدينة جازان العليا شرق محافظة أبي عريش، وقلعة الدوسرية في قلب مدينة جازان، مهد الحصون جنوب مدينة جازان، وكذلك دار النصر وجبل جحفان في محافظة أبي عريش ومسجد النجدي في فرسان وكذلك قلاع وقصور وبيوت قديمة في كل من صبيا وصامطة وفرسان فيفاء وغير ذلك كثير في كافة أرجاء المنطقة ويوجد متحف تابع لوزارة التربية والتعليم يقع في محافظة صبيا.
واستطرد في حديثه قائلاً "كلنا يعلم ما أصاب منطقة جازان من مرض (الوادي المتصدع) الذي جعل أنظار كبار المسؤولين يزيد الاهتمام بها، على رأسهم جلالة الملك عبد الله بن عبد العزيز خادم الحرمين الشريفين عندما كان ولياً للعهد وعندما أصبح ملكاً يرافقه في زياراته وزراؤه وكبار المسئولين في الدولة، فكانت زيارات خير وبركة شهدت المنطقة بعدها نقلة نوعية حضارية شملت القطاع الصحي بإنشاء المستشفيات والمستوصفات، وتعليماته بإنشاء جامعة الملك عبد العزيز بجازان التي تأسست عام 1426ه وتضم كليات علمية للجنسين ككلية الطب وكلية الهندسة وكلية الحاسب الآلي وكلية العلوم الطبية التطبيقية وكلية المجتمع، وعشرات المدارس الإبتدائي والمتوسط والثانوي للبنين والبنات".
على الجانب الاقتصادي تم تدشين مدينة جيزان الاقتصادية برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، هذه المدينة التي تقع بمحازاة البحر الأحمر على بعد 60كم من مدينة جازان وعلى مساحة قدرها ( 103كم2) والتي سيتم تركيزها على من خلال الصناعات غير النفطية بإقامة صناعات جديدة تلبي حاجات المملكة من الصناعات الثقيلة والصناعات الثانوية، كذلك سوف توفر المدينة فرص عمل متعددة ومجالات واسعة للتعليم والتدربي، ونقلة نوعية في أسلوب المعيشة والسكن والأنشطة الاقتصادية الاجتماعية.
ولمعرفة حجم هذا المشروع الاقتصادي الكبير بالصور والأرقام يمكن زيارة موقع مدينة جيزان الاقتصادية (WWW.JAZANECITY.COM) وشعار المدينة المتميز (الطاقة المحلية تجذب الأعمال العالمية).
بعد عرضنا للمعلومات الجغرافية التي شملت الأماكن السياحية بمنطقة جازان ركز الصانع على موقعين مهملين سياحياً، وهما جبال فيفا وجزيرة فرسان.
استقللنا حافلة النقل الجماعي الفخمة من الفندق متوجهين إلى جبال فيفا وقبلها قمنا بزيارة سريعة إلى محافظة أبي عريش حيث كان في استقبالنا المحافظ ناصر بن لبدة الذي رحب بنا أشد ترحيب، وقدم معلومات مختصرة مفيدة عن مدينة أبي عريش.
بعدها توجهنا إلى محافظة جبال فيفا حيث ينتظرنا محافظها وشيخها لتناول طعام الغداء في ضيافتهم، وقبل الصعود إلى الجبال وقف بنا الباص الكبير الحجم في مواقف خاصة عند منطقة التفتيش حيث لا يستطيع الباص سلك طريق الجبال، حيث كانت تنتظرنا مجموعة من سيارات الدفع الرباعي (لاندكروزر) ثم تم توزيعنا كل ثلاثة أشخاص في سيارة، وتحرك الموكب في طريق لم أر مثله في حياتي، فعرضه متران وفي أماكن لا يزيد عن ثلاثة أو أربعة أمتار وبمنعطفات شديدة الالتواء وبمنحدرات تشكل زوايا حادة كل ذلك وبدون حواجز للسلامة، فالطريق يفتقد إلى أهم المواصفات الفنية لطرق الجبال الوعرة، فباعتقادي لا يمكن لغير سكان فيفا أن يصعد وينزل من هذه الجبال بسلامة، ولكن كنا سعداء في الصعود مع سائقين محترفين ومتعودين على الصعود والنزول لأكثر من مرة في اليوم ومع ذلك كنا خائفين في النزول، أثناء الصعود لفت نظري منازل قديمة ملتصقة بسفوح الجبال فسألت مرافقنا عنها فقال تلك بيوتنا القديمة ضيقة المساحة بعضها (4*4) متعددة الأدوار تصل إلى أربعة أدوار وكل دور له خصائصه حيث يستخدم الدور الأرضي للمواشي والأعلاف والدور الأول للطبخ والثاني لاجتماع العائلة والدور الثالث للنوم والأخير للتهوية ونشر الغسيل وحفظ الماء، ويعتمد بناء هذه المنازل على مواد الجبل الصخرية وبشكل اسطواني، ولكن للأسف تخلوا عن تلك المباني أو تطويرها إلى المباني التقليدية من البلك والحديد المسلح والخرسانة الأسمنتية، فترى مباني متفرقة تعانق قمة الجبال ووسطها ،بعضها يأخد أشكالاً جمالية.
بعد حوالي أكثر من (30) دقيقة وصلنا إلى محافظة فيفا في قمة الجبال وفي قصر فيفا للضيافة كان في استقبالنا المحافظ الشيخ علوي بن قيضي العنزي وشيخ مشايخ فيفا الشيخ علي بن حسن الفيفي وجمع من أهالي فيفا الكرام، فكان إستقبالاً حافلاً كريماً، دعونا بعدها إلى سفرة الغداء يتصدرها (تباسي) الخرفان والأرز ويتخلل بين (التباسي) أكلات فيفا الشعبية كالهريسة والتي تُصنع من القمح مع لحم التيس والسمن والعسل وطبق (المغش) وهو عبارة عن إناء حجري يحتوي على خضار البامية واللحم مع البهارات ويوضع في تنور يوقد بالحطب وعند أكله يخلط مع (اللحوح) وهو خبز رقيق مفلفل، ثم طبق حالي يدعى (بنت الصحن) مكون من العسل مع رقائق الخبز مطهي بالفرن، لقد كان الأكل لذيذ طيب المذاق أكلنا حتى شبعنا. وكان قصر الضيافة على سفح جبل شاهق، ومنه كنا نطل على منظر بديع في غاية الجمال ترى خضرة الأشجار تكسو الجبال وتارة تداعب السحاب فنحن على علو شاهق أكثر من ( 6000قدم) والجو لطيف بارد ليس فيه (قرصة) البرودة التي تتخلل العظام.، مما ذكرنا بعبقرية الملك عبد العزيز طيب الله ثراه المعجزة لضم هذه المنطقة إلى مملكتة بالإمكانيات البسيطة في ذلك الوقت، وبعد الغداء والشاي أخذنا مضيفنا في جولة ميدانية على مدينة فيفا فشاهدنا عدداً من المدارس الابتدائية والمتوسطة والثانوية للجنسين، ومقراً للإمارة وآخر للشرطة ومركزاً للدفاع المدني مزود بسيارات ومعدات الإطفاء.
بعد إنتهاء الجولة وُدعنا بمثل ما أُسقبلنا به من حفاوة وتكريم، ثم استقللنا سيارات الدفع الرباعي للنزول من الجبل إلى مواقف الباص، فالنزول ليس كالصعود فكان الخوف من بعضنا ملازماً له حتى نزلنا من الجبال ووصلنا إلى موقف حافلتنا، لقد كانت رحلتنا جداً ممتعة وتعرفنا عن قرب على جبال فيفا التي سمعنا عنها كثيراً وكنا في شوق لزيارتها، وأكدت لنا هذه الزيارة أن جبال فيفا مكان سياحي جذاب يحتاج إلى توفير بعض الخدمات المساندة الضرورية لجذب أكبر عدد من السائحين : أهمها تحسين الطريق الجبلي بتوسعته ووضع وسائل السلامة من حواجز وغيرها و دعوة المستثمرين لإنشاء فنادق في قمم الجبال وسفوحها وتسهيل ذلك بتقديم الأرض والقرض الميسر، وعمل ترميم للمنازل القديمة الملتصقة بالجبال وتهيئتها كسن بيئي تؤجر للسياح كذلك تركيب عربات التلفريك لتنقل من السهل إلى الجبال وبينها لما في ذلك من متعة وسهولة الانتقال.
جزيرة فرسان.
في السادسة من صباح يوم الخميس : 1429/01/15ه توجهنا إلى ميناء جيزان لنستقل العبارة المتجهة إلى جزيرة فرسان، حيث يوجد عبارتان وفرتهما وزارة الداخلية لنقل المواطنين والسياح بحاجياتهم وسياراتهم مجاناً مرتين يومياً في الصباح الباكر والرحلة الثانية بعد الظهر رافقتنا سيارات الدفع الرباعي (اللاندكروزر) لأن العبارة لا تستوعب الحافلات الكبيرة وهذه العبارة عبارة عن دورين الأرضي للسيارات والأول صالة كبيرة تحتوي على كراسي جلوس مريحة مع بعض الطاولات، أيضاً دورات مياه نظيفة وبوفيه لتقديم المشروبات الباردة والساخنة مع الوجبات الخفيفة.
بعد حوالي ساعة ونصف الساعة قطعنا تقريباً (40) كيلو متر وصلنا إلى ميناء جزيرة فرسان وبصحبتنا مضيفنا محمود بن علي الأقصم وزملاؤه وانضم إلينا مستقبلنا إبراهيم صيادي مقاول وأحد أبناء جزيرة فرسان الذي كان المرشد السياحي وعرفنا على أهم الأماكن السياحية بالجزيرة، بعد شرب القهوة والمرطبات وأخذ قسط من الراحة في الفندق الوحيد - فندق فرسان كورال والمكون من ثلاثين غرفة مع الأجنحة مطل على البحر مباشرة، غادرنا الفندق بسيارات الدفع الرباعي بجولة لأهم الأماكن السياحية بالجزيرة بدأناها بزيارة قرية (القصار) الأثرية غير المأهولة هجرت منذ حوالي (40) سنة بيوتها مبنية من الحجر والطين من نفس البيئة من دور واحد مكونة من المجلس وغرف مع حمام وفناء داخلي شوارعها نسبة إلى القرى العادية واسعة حوالي (3) م وأكثر تتصف بعذوبة مياه آبارها وكثرة نخيلها، وكانت مقصداً لأهالي فرسان صيفاً أثناء موسم استواء الرطب ينتقلون من المدينة إليها ثلاثة أشهر الصيف للعناية بالنخيل وجني الرطب وكنز التمر ويسمى هذا الموسم موسم (الشدة) ومن العادات التي اندثرت إعادة الاحتفال بمراسيم الزواج لمن دار على زواجهما الحول - أي سنة كاملة يسمونه "تجديد الزواج" هذه القرية تحتاج إلى أعمال ترميم لإعادتها إلى رونقها حتى لا تندثر وتضيع معلمها لتكون عامل جذب سياحي لزوار جزيرة فرسان. ثم قمنا بزيارة القلعة العثمانية وهي إحدى الثكنات العسكرية العثمانية القديمة مبنية على مرتفع شمال الجزيرة حيث تطل على عموم بلدة فرسان.
بعدها عرجنا على منزل الرفاعي الأثري وهو تاجر لؤلؤ ساعده وضعه المادي علي تشييد منزل يعتبر تحفة الفن المعماري، كذلك يماثله في التجارة إبراهيم التميمي الذي شيد "مسجد النجدي" عام : 1347ه الذي يحتوي على النقوش والزخارف الإسلامية نفُذت بإبداع جميل.
وبين الصانع أن في الجزيرة مجموعة من الأماكن السياحية وفي الجزر التابعة لها كما أن جزيرة فرسان تحوي كنز من المقومات السياحية لا ينضب، وتحتاج إلى جهود لإخراج هذا الكنز إلى العالم ليستفيد منه أهالي الجزيرة بل وأهالي المنطقة ولتحقيق هذا الهدف الاجتماعي والاقتصادي ،وقدم عدد من الاقتراحات ومنها :
- نظراً لموقع الجزيرة الإستراتيجي على البحر الأحمر حيث طرق التجارة العالمية إنشاء ميناء عالمي وجعل الجزيرة منطقة تجارة حرة على غرار جبل علي في دبي.
- دعوة المستثمرين السعوديين والشركات العالمية للاستثمار في الجزيرة بإنشاء الفنادق والقرى السياحية على شواطئ الجزيرة وذلك بتأجير الأراضي الواقعة على الشواطئ لصالح الجهة الحكومية المالكة بمبلغ رمزي ولمدد طويلة مثلاً (40) سنة كعامل إغراء لجذب الاستثمارات السياحية.
- تسهيل دفع القروض بإعطاء أفضلية لمشاريع الجزيرة السياحية.
- إنشاء مطار دولي لاستقبال السياح.
- وضع نظام مستقل لمنح التأشيرات لمن يرغب زيارة جزيرة فرسان فقط كتسهيل في منح التأشيرة السياحية، التي لا تخول حاملها للتنقل إلى مدن المملكة الأخرى.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.