الشاعر المتميز قد يكتب بيتاً واحداً يقف عنده بتوقف أفكاره عند هذا البيت الذي لا يستطيع إكماله وإن جاز التعبير يسمى بالشعر النبطي "وقفة" وهذه الوقفة عادة ما تكون بيتاً واحداً من الشعر أو اثنين أو ثلاثة وبحيث لا تتعدى البيت الرابع فتصبح قصيدة. وهذه الوقفة قد تكون بمثابة قصيدة كاملة نظراً لقوة هذا البيت من الشعر والمعبر عن تصوير الشاعر وقوة أفكاره والذي يغني عن قراءة قصيدة أو عدة قصائد تعبر عن نفس تصوير أو فكرة هذه الوقفة، وغالباً ما تكون هذه الوقفة سهلة الحفظ وتتناقلها الألسن بسرعة وتنتشر بين الناس ومحبي الشعر الشعبي. أغلب الصحف والمجلات والتي تهتم بالشعر النبطي اضافة الى بعض القنوات الفضائية تنشر وتقدم الكثير من تلك الوقفات المعبرة والجميلة لكثير من الشعراء المبدعين، والوقفة التي تحمل معنى كبيراً وفكرة قوية قد تكون سبباً رئيسياً لشهرة شاعرها ومن ثم النظر الى بقية قصائده المنشورة والمسموعة والاهتمام بها من خلال متذوقي الشعر والمعجبين والمهتمين بالشعر النبطي. قد تكون هذه الوقفة مثلاً يحتذى به في كثير من الأمور الحياتية والعواطف المختلفة سواء في الحزن أو في الفرح أو في الرثاء أو في خلاف ذلك من المواضيع والمناسبات وتقال في المواقف التي تعبر عنها هذه الوقفة. والوقفة لا تعتبر من أسباب ضعف مقدرة الشاعر في إكمالها حتى تصبح قصيدة، وإنما تكون سبباً في توقف قريحته الشعرية، ولو أجبر نفسه على اكمال هذه الوقفة الى ان تصبح قصيدة مكتملة الجوانب، قد يفقدها الجمال بالتعبير والإبداع في الفكرة. وعلى سبيل المثال عندما نقرأ قصيدة لشاعر ما، يتعلق في أذهاننا بيت واحد فقط من قصيدته الطويلة، وهذا يعود لضعف الأبيات الأخرى، وبالتالي تؤثر على شاعرية واسم هذا الشاعر الذي أكمل قصيدته لكي يطلق عليها اسم قصيدة فقط، بينما لو اكتفى بهذا البيت "الوقفة" المعبر عن قصيدته الطويلة أفضل من إكمال القصيدة. وهناك أمثلة كثيرة للوقفة بالشعر النبطي.