ها هو شهر الصيام قد انقضى، نسأل الله أن يتقبل صيامه وقيامه من جميع المسلمين. هذا الشهر الفضيل الذي تتسابق فيه الأيادي لكل ما فيه سبيل الخير، من صدقات وزكوات وأثبت بما لا يدع مجالاً للشك، طيبة الناس وحبهم للبذل في كل ما هو سبيل للخير، لستر بيوت الناس الفقراء والأرامل والأيتام، وهذا حق الله في مال عباده، ولا فضل لهم في ذلك، ولكن هناك أمور كثيرة، يغض الكثير منها بدون مبالاة، مع أن هذه الأمور تزرع في قلوب ضعاف النفوس، طرق وسبل غير مشروعة لجني الأموال بدون وجه حق. لذلك تجد عند كل إشارة، وكل باب مسجد، نساء يسألون الناس، إما صدقه لوجه الله، أو مبلغاً بسيطاً يساعد في تسديد فاتورة الكهرباء، أو شراء دواء باهظ الثمن لزوجها أو والدها....إلخ. والمثير للريب والجدل أن معظم هؤلاء الناس إما لسن في حاجة الناس، أو نساء مقيمات في بلادنا بدون أوراق ثبوتية أو هاربات من كفلائهن، يسرحن ويمرحن بدون حسيب ولا رقيب، والطامة الكبرى أنهن يقمن بكل ذلك في وضح النهار أمام رجال الأمن وخاصة في شارع مدينة الرياض، كذلك المنازل الشعبية أو القديمة، تجدها خلال شهر رمضان مليئة بالبشر، وهمها وشغلها الشاغل هو استقبال الهبات والصدقات من مال وطعام وشراب، بعضه يستخدم للمؤنة، والغالب يباع للحصول على المال. وفي نهاية شهر رمضان تجد هذه المنازل خاوية على عروشها، لا أقول الكل، ولكن غالبيتهم امتهنوا هذا العمل للحصول على المال الكثير، ففي أسوأ الأحوال تصل إلى عشرات الآلاف، لأنه الطريق الأسهل والأسرع لكسب المال. لذا وعبر هذا المنبر الإعلامي أتمنى أن نرى في القريب العاجل، منظمة خيرية تسمى الهيئة الخيرية العامة للتكافل والترابط الاجتماعي، ويرأسها صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، تجمع كل الجهات والمنظمات الخيرية تحت سقف واحد، وتساهم في توفير حاجة المواطنين الأساسية في جميع مناطق المملكة، وكذلك دعم ومساعدة كل فقير حقيقي يحتاج سواء للصدقة أو للزكاة، ويكون جميع المواطنين الغني والفقير قد شارك في كل ما هو سبيل للأجر والعطاء ولو بريال واحد.