التسول ظاهرة سلبية في كافة المجتمعات الاسلامية حيث يرفضه الشرع الحنيف وقد قال سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم (لأن يأخذ أحدكم حبله ثم يغدو فيحتطب فيبيع فيأكل ويتصدق خير له من أن يسأل الناس) صدق الرسول الكريم. ولكن ما نلاحظه في شهر رمضان المبارك هو زيادة هذه الظاهرة حيث يستغل بعض ضعاف النفوس الشهر الكريم في امتهان التسول مستغلين تفضيل الكثير من افراد المجتمع شهر رمضان الفضيل لتوزيع زكاتهم وصدقاتهم فيه، وهذه الظاهرة قديمة جداً وهي داء خطير متفشٍ في كافة شعوب العالم ولكنها تتباين حسب الحالة الاقتصادية التي تعيشها المجتمعات فقد تظهر بوضوح في مكان وتختفي في مكان آخر. وهانحن نرى هذه الظاهرة السيئة وقد اتخذت أساليب متنوعة ومختلفة، فهناك من يطلب ثمن دواء أو شراء جهاز طبي معين او حقن الانسولين والملاحظ انها تنتشر عندنا في شهر رمضان المبارك وفي موسم الحج حيث نجد الآلاف من الاجانب المشوهين والمعاقين ومقطوعي الاطراف وقد امتلأت بهم الساحات والشوارع والميادين والذين دخلوا البلاد بحجة أداء الفريضة أو اداء العمرة وهم في الواقع كاذبون. وهناك نجد مجموعات قد امتهنت التسول وروجت له بل واستأجرت العديد من الاطفال والنساء والشيوخ ليؤدوا ذلك بأجر يومي!!. كما ان البعض اتخذها مهنة تدر له مكاسب طائلة والبعض الآخر دعته الحاجة للمادة الى ان يسلك هذا السلوك المشين ليحصل على ما يريد ونجد أنهم يتفننون في هذه المهنة فبعضهم يحمل معه اطفالاً صغاراً والبعض ايضاً نجدهم يجلبون معهم نساء يبررون تسولهم بأنهم عابرو سبيل تقطعت بهم الأسباب والسبل وفقدوا نقودهم وهم من محافظات بعيدة كما يدعون ويطلبون المال لمواصلة الطريق وبعضهم يحملون صكوكاً وتقارير طبية. الخ. ولكن المدهش في الأمر انهم يلبسون الملابس التي توحي للآخرين بأنهم من أبناد بلادنا الحبيبة فنجد الرجال يلبسون (الثوب والغترة والعقال) والنساء يلبسن (العباءات والشراريب والجونتيات) فيعتقد الناس بأنهم من ابناء وبنات هذا الوطن المعطاء.. مع أن هناك نسبة موجودة ولكنها نسبة ضئيلة جداً لا تقارن بما هو موجود من الاخوة والاخوات المقيمين والمتخلفين في بلادنا الحبيبة. وهنا اود ان اشيد بالدور الكبير الذي تقوم به الجهات الحكومية ذات العلاقة كمحاربة ذلك ليل نهار في اماكن تواجدهم في الاسواق والمجتمعات التجارية والاحياء ومواقف السيارات والمنازل والشقق والمساجد .. ومع ذلك نجد اعدادهم في ازدياد مع الأسف الشديد. أحبتي اناشدكم جميعاً مواطنين ومقيمين ان الجمعيات والمؤسسات الخيرية المعروفة هي من ستقوم من جانبها بتوزيع تبرعاتكم وزكواتكم لمن يستحقها وعلينا جميعاً محاربة هذه الظاهرة السلبية غير المرغوبة والتي اصبحت فناً واحترافاً وتجارة رابحة والله من وراء القصد. همسة: وطني يا موطن الخير والنماء.