لا يختلف اثنان أن الانتخابات في مجالات الحياة المختلفة دلالة واضحة على رقي المجتمعات وتطورها، كما أنها تعكس الصورة المشرفة لهذا المجتمع أمام الدول الأخرى مما يضعه موضع الاحترام والتقدير من الجميع. ولست أكتب الآن لذكر ايجابيات الانتخابات على كل الأصعدة سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية ... الخ، فلا يخفي على أحد ما ستعود به من نفع جليل على جميع شرائح المجتمع، ولكن أحببت أن أتطرق لما لمسته خلال التسجيل في أحد مراكز قيد الناخبين لانتخابات المجالس البلدية، فقد سرني كثيراً وأثلج صدري الاستقبال الرائع ورحابة الصدر من جميع العاملين في المركز الانتخابي رقم 22 الخاص ببلدية الروضة، والذي لم تستغرق إجراءات تسجيلي فيه أكثر من خمس دقائق، ما يعطي الإحساس بأن فريق العمل بالمركز وكله من الشباب لديهم خبرة سابقة في هذا المجال، ما دفعني للاتصال ببعض الأصدقاء والزملاء والاستفسار منهم عن كيفية التسجيل في المراكز التي قاموا بالتسجيل فيها، وأكدت إجاباتهم ما رسخ في نفسي من إحساس بالفخر والتقدير، وفي غمرة سروري هذا جال بخاطري قبل انصرافي أن استفسر من المسئول عن المركز الانتخابي عن عدد الناخبين الذين تم قيدهم حتى يوم تسجيلي ولما ذكر لي الرقم شعرت ببعض الحزن وخيبة الأمل لقلة الإقبال على التسجيل، وعزوف الكثيرين عن التسجيل وممارسة حقهم الانتخابي. ٭٭٭ وكما يعلم الجميع فالتجربة الانتخابية هي الأولى التي تجري في المملكة العربية السعودية، ومن المؤكد أن كثيراً من المواطنين يجهل مهام ومسئوليات المجالس البلدية ومدى أهميتها، ولا أخفي عنكم سراً أنني كنت واحداً منهم إلى أن اطلعت على الكتيبات التي تم إصدارها بهذا الخصوص، والتي كانت كافية لتوضيح الفكرة والتصور لي بأهمية المجالس البلدية، الأمر الذي رسخ لديّ القناعة بضرورة التسجيل والمشاركة في هذه الانتخابات والتمسك بحقي في مزاولة التجربة. ٭٭٭ ولا بد أن يعلم الجميع أن المشاركة في الانتخابات واجب وطني وديني، حيث إنها ستساعد في اتخاذ القرار المناسب لمصلحة الوطن والمواطنين، كما أنها ستثبت للجميع أن المجتمع السعودي أهل لهذه المسئولية وعلى درجة عالية من الوعي. ويعلم الله أنني لست كاتبا أو أديباً، ولا أحسن صنعة الحرف، ولكني كمواطن حريص على بلده، فلذا لديّ الحماس لكتابة هذه السطور.