ثانياً: وزارة التعليم العالي كل المجتمع السعودي صعق بالترتيب الذي احتلته المملكة العربية السعودية في ترتيب الجامعات العالمي، وهذا كان بمثابة دق ناقوس الخطر على التعليم العالي، فهذا القطاع يجب الاهتمام به وتوفير جميع المتطلبات وخلق بيئة تعليمية لها خصوصية ومميزات للطلاب في هذه المراحل ويجب ان يكون الاصلاح مواكباً للتطورات العالمية وبتعاون جماعي لجميع قطاعات التعليم ويجب على الجامعات توفير المناخ التعليمي الذي يساعد على النجاح ويتعدى إلى الإبداع وهذا ما ننتظره منها في تنفيذ الخطط المستقبلية للتعليم ولكن مع الأسف هناك بعض الجامعات لديها بعض المشاكل مع بعض الطلاب وهي ليست ظاهرة منتشرة ولكنها موجودة وأني اعجب كل العجب من الجامعات التي تحاول ان تقف أمام طموحات الطلاب بتصعيب الأمور مثلاً درجة الماجستير المتعارف عليه هو وجود نظامين الأول بدراسة مواد وبعد اجتيازها يقدم الطالب بحثاً غير مطول والثاني نظام البحث ومدته سنتان ويناقش الطالب بعد ذلك. ولكن المعمول به الآن في جامعاتنا هو دراسة مواد واجتياز الاختبار، وبعد ذلك يمضي سنتين في تحضير البحث ومن ثم يناقش وكأنما يحضر الدكتوراه، هل هذا هو التشجيع والتقدم؟ وما يضير الجامعات ان يصبح معظم الخريجين يحملون دراسات عليا بل بالعكس سينعكس ذلك على ثقافة المجتمع ككل ويصبح ناضجاً علمياً وفكرياً وهذا هو المطلوب وهناك نقطة أخرى هي تعجرف المشرفين على طلابهم ويصل أحياناً إلى الظلم المتعمد وهضم حقوقهم وهذا ينافي شرف المهنة! ولكن بارقة الأمل أتت على يد الدكتور عبدالله العثمان مدير جامعة الملك سعود وذلك بإنشاء وحدة حماية الطلاب حيث سيتمكن الطلاب والطالبات من تقديم شكواهم رسمياً ضد أعضاء هيئة التدريس أو الموظفين وهذه خطوة للتصحيح جزاه الله كل الخير نرجو ان يحذو مدراء الجامعات الأخرى بحذوه وكذلك قام بإنشاء مركز بيت خبرة لتأهيل وتطوير أعضاء هيئة التدريس على غرار بيوت الخبرة العالمية بتكلفة 5مليارات ريال ضمن برنامج الملك عبدالله لتطوير التعليم العالي الذي خصص له خادم الحرمين الشريفين 9مليارات ريال من ميزانية جامعة الملك سعود.. وما لفت انتباهي وجعلني أفرح كثيراً هو استحداث سنة تحضيرية للطلاب بدون ان تحسب في المعدل التراكمي يتلقى فيها الطلاب مواد اللغة الإنجليزية والحاسب الآلي والمواد التي يتطلبها سوق العمل، وهذا بحد ذاته نقلة إلى التطور المطلوب. على العموم خطوات جامعة الملك سعود نحو تطبيق خطة وزارة التعليم العالي المستقبلية الطويلة المدى ( 25عاماً) للتعليم فوق الثانوي تعتبر خطوات نحو التطور والتي من خلالها تحدد الجامعة احتياجاته، وأنماطه ونوعية مخرجاته وأساليب تمويلها مع تحديد آليات لتنفيذ خططها. وتلك الخطوات هي الدواء المفقود للتعليم العالي فيجب المضي فيها بالإضافة إلى توفير برامج تواكب التعليم الجامعي وترفع من مستوى الأداء لمؤسسات التعليم الجامعي وهذا جزء من خطة التعليم العالي والتي تنادي "بتنمية الموارد البشرية من أعضاء هيئة التدريس ومساعديهم وتنمية الطاقات البشرية المساندة وتحسين البيئة التعليمية وتحسين مستوى ونوعية تعليم الفتاة وتنمية دور الدراسات العليا ورفع مستواها وكذلك تقديم خدمات متقدمة للمجتمع وتنمية الموارد المالية للتعليم الجامعي إضافة إلى تعزيز دور مجلس التعليم العالي وتطوير منظومة الكليات غير الجامعية". عموماً نتمنى ان نرى الخطة المستقبلية تطبق على جميع الجامعات قريباً تنفيذاً لرؤية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله حفظه الله في الاهتمام بالتعليم والذي خصص مليارات الريالات لها لكي نواكب الدول الأخرى ونحذو حذوها في التطور والاستمرار في التقدم الذي له دور كبير في نهضة الأمم، والشواهد كثيرة في بلدان العالم التي جعلت التعليم هدفاً مهماً يحقق تطورها ومن الدول التي لها تجربة ناجحة في هذا الجانب، وتعتبر من الدول التي استطاعت ان تفرض نفسها مع الدول المتقدمة في وقتنا الحاضر هي الهند على الرغم من الفقر والفاقة إلاّ أنها تعتبر من سادات العالم بالبرمجيات بفضل عقول علمائها الأفذاذ، وهذا لم يأت من فراغ بل باهتمام بالغ وتخطيط سليم بالتعليم منذ المراحل الأولى فاهتمت الهند به بشكل مركز ففي القرن التاسع عشر قد أنشأ عدد من الجامعات مثل الكلية الهندية في كالكتا عام 1817م ومؤسسة الفيسمتون التعليمية في بومباي عام 1834م وتم إنشاء ثلاث جامعات في كالكتا وشيناي وبومباي 1857ومن ذلك الوقت أخذت الجامعات بالتطور إلى ان وصل عددها 229جامعة بها آلاف من الكليات منها 4338كلية هندسة ومعاهد تكنولوجيا وأكثر من 100كلية طب، وهذا الاهتمام بالكليات العلمية وضع الهند في المرتبة الثانية عالمياً من حيث تصدير البرمجيات ويعتبر نصيبها في سوق البرمجيات العالمي 20%. أتمنى ان يكون لنا نصيب ولو 1% من تلك التقنيات في السوق العالمي بمشيئة الله، وهذا سوف يكون سهلاً إذا قامت المؤسستان (وزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي) بالتعاون في التخطيط الصحيح وعمل المناهج المتطورة التي تخدم المجتمع في جميع المجالات. @ الحرس الوطني