يستهويني الفلكلور المصري بشكل شديد للغاية وهو "منثور" في كل مصر.. تستطلعه في لغة بواب العمارة وذكريات المستخدمة العجوز وتقاليد موجودات الشارع الشعبي وطبيعة احتفاءات المناسبات السعيدة.. وعندما تقرأ فإنك تحلّق بمروحية ذكريات على عوالم عجيبة لا أعتقد أنها توجد في أي بلد عربي، فانطباع أن الأهرامات هي رصيد الماضي التاريخي والثقافي أمر غير صحيح، لأن معظم سنوات التاريخ اللاحقة وبالذات في القرنين أو الثلاثة الأخيرة حافلة بكل ما يدهش.. في بداية القرن التاسع عشر ونهاية القرن الثامن عشر عرفت القاهرة الفرق الأجنبية القادمة من فرنسا، لتمثل أو تغني.. وكانت الأحياء الشعبية مشغولة بتداولاتها الفنية الخاصة، وعرفت شوارع وأحياء ومواقع طرب بأسماء غريبة لافتة.. وأجزم أن الإيراد السياحي سوف يضيف إلى الميزانية المصرية عائداً ليس بالسهل لو توفرت العناية بالسياحة من خلال جهود مكاتب ومؤسسات متخصصة.. فلا يقتصر اطلاع السائح على الماضي من خلال الجولات ما بين الأهرام.. هناك مواقع لا تقل عنها أهمية.. ذهبت إلى حي الغورية حيث توجد منشآت تاريخية هامة فيوجد باب زويلة وهو المدخل الجنوبي لسور القاهرة الثاني بناه القائد الفاطمي بدر الجمالي عام 1092وعرف في العصر العثماني ببوابة المتولي، ويجاوره سبيل يحمل لوحة باسم نفيسة البيضاء عام 1796م.. وتذهب للداخل بعد مدخل زويلة لتجد المنشأة التاريخية باسم السلطان الصالح طلائع.. البوابة في طولها واتساعها غريبة للغاية.. المهم أنك لكي تصل إلى هذه المواقع تمر في شارع مستطيل لا يصل عرضه إلى أربعة أمتار، وعلى الجوانب حوانيت يقف أمامها المشترون، لكن تخترقها مزعجات الموترسيكل ذهاباً وإياباً مما يستحيل معه أن يقبل السائح الأجنبي بعبور ذلك الازدحام ومعه خطر الارتطام بتلك الدراجات النارية.. هذا جانب لا يمثل 10% من ازدحام مدينة القاهرة بالعديد من التراث الفلكلوري والتاريخي.. هناك مغريات سياحية عديدة، لكن العناية بها ليست بالمستوى المطلوب..