احتفلت الساحة الإسلامية قبل أيام بنزول اختراع جديد، أطلق عليه "الرسيفر الإسلامي" وهذا الجهاز يختلف عن أخيه السابق الرسيفر "الداشر" بفارق جوهري، هو أن "الإسلامي" لا يستقبل إلا القنوات الإسلامية فقط، ولا يمكن إضافة أيه قناة أخرى غير إسلامية فيه، فلا وجود للموسيقى بعد اليوم، فقط زقزقة العصافير وخرير المياه، وليس من الممكن أيضاً ظهور العنصر النسائي فيه، ولا يمكن تعديله أو العبث به، فهو جهاز يمشي على خط مستقيم ويذكر بأوقات الصلاة. طريقته في استقبال القنوات تتم بمعالجة تلقائية، فأي قناة إسلامية جديدة يتم إنشاؤها تدرج أوتوماتيكياً في الرسيفر، فلا توجد خاصية البحث عن القنوات، وأي محاولة (لف أو دوران) من قبل القنوات الإسلامية سيتم حذف هذه القناة مباشرة، مثل قناة "مواهب وأفكار" التي تواجه حالياً تهديدات بالحذف بعدما تم ضبطها من قبل المراقبين وهي تبث مشهداً يحتوي على الدفوف، ربما كان فرحة بخبر إطلاق الرسيفر. الاختراع أتى نتيجة للبحوث والدراسات التي كان الهدف منها ضمان بث جميع القنوات الإسلامية في كل بيت سعودي، فقد لاحظ المسؤولون أن السبب الرئيسي في عدم شراء رب الأسرة لجهاز الاستقبال التقليدي والاكتفاء بمشاهدة القنوات الإسلامية وحذف بقية القنوات، هو الخوف من أن الشيطان قد يؤثر في رب الأسرة أو رعيته ويوسوس لهم بأن يعيدوا وضع بعض القنوات الترفيهية، فيبدأون بوضع القنوات الإخبارية أولاً، حتى ينتهي الأمر بهم ليصوتوا في ستار أكاديمي. هذا الاختراع الذي أتى تلبية لاحتياجات شريحة كبيرة من المستهلكين، سيزيد من انتشار ورواج القنوات الإسلامية ذات الخطاب الواحد، لكنه لن يفتح آفاقاً جديدة على مستهلكيه، لتقليدية مضمونه، ليكون مصدراً جديداً لتعليب العقول، بعدما كان الرسيفر (الداشر) وقت نزوله مصدراً لفتح آفاق أوسع..