* في كل عام تخرج لنا لجنة الاحتراف وشؤون اللاعبين بتعديلات جديدة في اللائحة غير أن اللجنة ما تكاد تخرج من مأزق حتى تقع في آخر، وكأني باللائحة المسكينة تصيح من فرط ما داهمها من ترميم طوال تلك السنين.. لا طبنا ولا غدا الشر ** قضية السالم بين القادسية والشباب، وقبلها أزمة هوساوي بين الوحدة والهلال ليستا الأوليين ولن تكونا الأخيرتين، فقبلهما قضايا وأزمات كثر وستلحقهما أزمات وقضايا أكثر لأننا بساطة لا نعلم ولا نريد أن نتعلم. ** العالم المتقدم يطبق الاحتراف منذ عشرات السنين وفق قوانين صارمة تضمن للجميع حق المساواة، فيما مسيرو الاحتراف لدينا مازلوا يدورون في حلقة مفرغة، لأنهم يريدون احترافا مفصلا على مقاس كل ناد، وكل مسؤول، وكل لاعب،وإذا لم يجدوا مقاسا يليق بكل واحد لجأوا إلى بند (تكفى) في لائحة (حب الخشوم). ** المشكلة الكبرى أن من يطبقون الاحتراف لدينا لا يفقهون في أبجديات الاحتراف، ولا أستثني أحدا، سواء أكانوا لاعبين أو أندية، أو وكلاء لاعبين، بل وحتى من بين من يعملون كحراس للاحتراف، فالكل يسعى لاختراق الأنظمة والقفز على اللوائح. @@ خذوا مثلا .. في قضية السالم الأخيرة أظهر تعقيب الدكتور صالح بن ناصر أن موقف القادسية سليم وأن الخطأ جاء من قبل اللاعب ووكيل أعماله ونادي الشباب، مستندا في ذلك على المادة 12غير أنه لم يذكر ما يمكن أن يترتب على هذا التجاوز من عقوبات، وهو التجاوز الذي أضر بالقادسية وأحدث فوضى إعلامية وما زالت تداعياته باقية. @@ في الدول التي تحترم القوانين التي تنظم الاحتراف الرياضي لديها لا يمكن أن تمر مثل هذه الحادثة مرور الكرام، فمثلا في يونيو 2005أصدر الاتحاد الانجليزي قرارا بفرض غرامات مشددة على نادي تشيلسي ومدربه مورينهو ونجم الأرسنال اشلي كول على خلفية الاجتماع بين مورينهو وكول في أحد فنادق لندن لبحث انتقال الأخير لتشيلسي، جاء ذلك لأن اللوائح تفرض عدم الدخول في مفاوضات بين اللاعب وأي ناد إلا عند انتهاء عقده مع ناديه الحالي، ومثل هذه الحالة وأمثالها تتكرر عند أي محاولة لهتك القانون ويتساوى في ذلك كل الأندية .. أقول كل الأندية فلا أحد فوق أو جنب أو تحت القانون!. @@ ثمة أمر غريب في قضية الاحتراف لدينا وهو عدم إلزام لجنة الاحتراف للأندية بالتعاقد مع قانونيين كي يسهلوا عملية التعاطي مع لوائح الاحتراف ومن هنا تكثر عملية الاختراق، إذ أن الكل يغني على ليلاه، غير أن ما يزيد الطين بلة هو أنه حتى القانونيين الذين تلجأ لهم بعض الأندية نجدهم يسقطون في أول اختبار لهم، ولا نعلم السبب، أهو في عدم معرفتهم بقانون الاحتراف أم لصعوبة فهم هذا القانون الذي لم يستوعبه حتى مشرعوه. @@ أمر آخر مهم وهو أن الاحتراف لدينا لن يأخذ صبغته القانونية الصحيحة ما لم تكن هناك محكمة رياضة أو لجنة لفض المنازعات - أيا يكن مسماها - ولعل إعلان رئيس الشباب خالد البلطان لجوئه نحو الاستئناف في قضية السالم يؤكد أهمية ذلك لأنه من السخف - حقا - أن يكون خصمك هو الحكم في ذات الوقت، ومثل هذا لا يحدث إلا حينما يكون الاحتراف (أونطة) !!