بادرت أمانة منطقة الرياض بتنفيذ مشروع ريادي هام، صاحبه زخم إعلامي وتوعوي ملحوظ. حيث انتشرت العيون البلونية الهوائية في كل فراغات دائريات الطرق، وألصقت العيون المطبوعة على المركبات، ووضعت لوحات التحذير من الغرامات على شاحنات النظافة حتى يراها الناس، ووزعت الأكياس والمطويات والملصقات وبثت الدعايات على الشاشات. ولكن نفاجأ بأن هناك من لم يؤثر فيه هذا الحجم والزخم من التوجيه والدعاية. والدليل ما أعلنته الأمانة عن ضبط 1824مخالفة إلقاء النفايات من شباك السيارات أو أكرمك الله (البصق) أثناء التواجد في المركبة خلال السنة الماضية. بمعنى خمس حالات يومياً على مدار العام هو عدد بسيط في نظر البعض ولكنه في نظري عدد كبير إذا علمنا أن هذا الرقم يمثل نسبة أو جزاء من المخالفين الذين شاهدتهم عيون الأمانة المتطوعة في هذا البرنامج أما العدد الحقيقي فهو اكبر بكثير، وذلك لكون المرشحين للعمل في البرنامج لن يكونوا قادرين على ضبط جميع المخالفات في مدينة الرياض لكونهم غير مفرغين لهذا العمل، فهم نخبة من سكان مدينة الرياض متطوعون - مشكورين - لهذا العمل يسجلون ملاحظاتهم عندما يتواجدون في الطرق العامة أثناء تنقلاتهم اليومية. كما اجزم بعدم قدرتهم على تسجيل جميع المخالفات خصوصاً عندما لا يستطيعون تسجيل بيانات المركبة لأسباب عدة منها الانشغال بالقيادة أو عدم وضوح أرقام لوحة المركبة المخالفة أو لأسباب أخرى. ما أود الوصول له بعد هذه المقدمة الطويلة (وبصراحة) أن الرياض تحتاج إلى عدة برامج (للعيون) على غرار عين النظافة. ولنبدأ في هذا المقال ببرنامج عين لضبط السلوكيات الصحية السيئة التي تسئ إلى رياضنا الحبيبة من عدد من الفئات والجنسيات التي امتهنت أكرمكم (البصق) على الأرصفة والطرقات حتى أصبحت أرصفة حي البطحاء معلماً من معالم هذا العمل المقزز. لن أطيل عليكم في الحديث عن هذا السلوك المقرف، ولكن مدينتنا الحبيبة يجب أن تكون نظيفة وبكل صراحة نظيفة من هذا السلوك. ويجب أن توضع آلية مناسبة تحد بل تمنع هذا السلوك ولن يعدم سمو أمين منطقة الرياض هذا الرجل الرمز أن يلبي لسكان مدينة الرياض هذا الطلب. خصوصاً إذا علمنا عن الأضرار الصحية الخطيرة التي يمكن أن ينتج عن هذا السلوك منها على سبيل المثال نقل مرض السل - أعاذنا الله وإياكم منه - وأيضاً إذا علمنا أن هذا السلوك تحول من ظاهرة إلى مشكلة تحتاج إلى حل. وعلى حد علمي أن أمانات عدد من دول العالم نجحت نجاحاً باهراً في هذا المجال والأمثلة كثيرة. وكما بدأت الأمانة في عين النظافة في برنامج توعوي مكثف تلاه اخذ التعهد في المرة الأولى على المخالفين ثم الغرامة في المرة الثانية. من هنا تستطيع الأمانة أن تبدأ في برنامج توعوي ( في الأماكن التي تتركز فيها هذه العادة السيئة والتي يمكن حصرها بسهولة) بلوحات توجيهية بعدة لغات ووضع الكبائن المتنقلة للتوعية والتوجيه بأضرار هذه الظاهرة بواسطة من يجيدون لغات هذه الشعوب للتحذير والتوجيه ولفترة معينة ومن ثم تستعمل هذه الكبائن لضبط وتغريم كل من يخالف بغرامات فورية مع تسجيل بيانات المخالف في سجل حاسوبي برقم الإقامة. ويمكن للأمانة أن توجه أصحاب الشركات الكبرى بالتنسيق مع الغرفة التجارية بتوعية العاملين لديها وبالغرامات المفروضة على هذا السلوك. ختاماً أتمنى من وزارة الشئون البلدية والقرية وعلى رأسها سمو الأمير المحبوب متعب بن عبد العزيز وسمو نائبة منصور بن متعب أن تفرض تطبيق البرامج الريادية الناجحة على جميع أمانات وبلديات المملكة بما فيها برنامج عين النظافة. والله من وراء القصد،،، @ أخصائي صحة عامة ماجستير علوم بيئة