بعد نهاية كل مباراة يتراكض مسؤولو الأندية على الظهور على القنوات الفضائية بشكل يدعو للشفقة فالتصاريح الإعلامية أصبحت الهدف الأول أو الوحيد من دخول تلك الفئة من الناس للوسط الرياضي. هذه الظاهرة غير جديدة ولكن الجديد ان مسؤولي الأندية أصبحوا يستغلون ظهورهم الإعلامي لاثبات مواهبهم وقدراتهم على السخرية من الآخرين. من الصعب توقع حدود إساءتهم للآخرين لأن موهبتهم تشبه اسم هذه الزاوية (بلا حدود) اقتران حب الظهور والاثارة مع قلة الحياء والذوق جعلت المشاهد يضع يده على قلبه خوفاً من تلفظ أحدهم بكلمة أو كلمات لا يريد أحد سماعها. لم يسلم أحد من تلك الإساءات ولكن الحكام غالباً ما يكونون الضحية الأولى. فتصريح انتقاد الحكم جاهز قبل المباراة بغض النظر عن النتيجة فهذا الحكم متحيز والآخر مرتشي والثالث لم يحتسب للفريق ضربة جزاء مستحقة العام قبل الماضي. الضحية الثانية من ظهورهم الإعلامي هو الفريق الخصم. فانتقاد جماهير وإدارة ولاعبي الفريق الخصم ووصفهم بالحثالة والجزارين (والنسوان) أصبحت عادة غير مستغربة بعد كل مباراة. لا يكتفي مسؤولو الأندية بشتم الآخرين بل ان أنديتهم أيضاً لها نصيب من مهاراتهم الهجائية. فجماهير ولاعبو ناديهم ينالهم من السب جانب. أحس ان مسؤولي الأندية يسهرون ليلة المباراة لتجهيز وتحضير وانتقاء وحفظ قصائد الهجاء انتظاراً لما بعد المباراة. فحبهم لسب الآخرين وإثارة المشاكل يذكرني بشاعر الهجاء الشهير الحطيئة الذي عشق الهجاء أكثر من عشقه لنفسه. لدرجة انه هجأ كل من حوله وعندما لم يجد من يهجوه هجأ نفسه. حرصهم على الظهور الدائم (بمناسبة وبدون) ومحاولتهم (المالغة) التي لا طعم لها في ان يكونوا مثيرين تجبر محبي الرياضة على تغيير القناة قبل صافرة النهاية. لا أعتقد أننا بحاجة للحطيئة ولا لأمثاله في ملاعبنا. فكرة القدم نشاط اجتماعي راقي هدفه التقاء الشباب في أجواء من التنافس الشريف الذي يزيد من تقارب شبابنا لا تفرقهم. انتشار ظاهرة الحطيئة تجعلني اطرح سؤالاً على محبي وأعضاء شرف الأندية كيف وصل الحطيئة ورفاقه لملاعبنا؟