التميز في قصائد الأمير سعود بن بندر (رحمه الله) تبقى ذات دلائل على علو شأن اللغة الأدبية والقراءة العالية في النفس واستلهام تلك الحروف الشعبية من البساطة في السرّد وإعطائها القدرة على الفصل والتميز في الأجراس الموسيقية، سعود بن بندر كان له تأثير كبير في قدرات المطربين والتنوع في مهاراتهم وقدراتهم وشهرتهم، وتبقى القصيدة هي ذات الفصل والالتقاء بينهم. هو دائما يقول شيئا ما في نفسه وبالتالي كانت القدرة الأدبية تعلوا كثيرا حينما تفرّد على الموسيقى وتغنى، (وانا أعايد الناس) هي نبذة من أعمال الشاعر أدبيا وتغنى بها المطرب الكويتي عبد الكريم عبد القادر، في معظم أعماله يخاطب نفسه هناك شيئ يعرفه ولا يعرفه الآخرون بل أكثر من ذلك، وبالتالي أنتهج (أقول في نفسي) وعندما يقول (وسط ربعي) فهي تعني الكثرة والعزة بهم؟!هو محب يخفق قلبه كثيرا من خلال أصوات المطربين وكان عبدالكريم أحد هؤلاء النجوم الذين تغنوا باعماله. أقول في نفسي وأنا أعايد الناس متى بشوفتك تكمل أفراح عيدي أجامل وربي عليم بالأحساس وشهو شعوري وأنت عني بعيدي. دائما ياتي البعد والحيرة في لقاء العشاق حالة استثنائية في أدبيات الشعراء لكنها تبقى صلة الفن في استيراد الحروف والكلمة لتكون الاختلاف والتميز فيما بينهما، هذه الحالة هي من يوحي بالموسيقى أن تأخذ نهجا واضحاً لتبرز معه الحروف الموسيقية واللحن المستعار من توجه الكلمة وتفسيرها، وغالبا هي من يعطي الافضلية في صياغة اللحن عبر الاجراس الموسيقية . إلى خذاني لك على السر هوجاس ماكني إلا وسط ربعي وحيدي لو حسوا بما بي يقولون لا باس بدال قولة عل عيدي سعيدي. الخطاب مع النفس يختلف عن مخاطبة الآخرين، وهو يأتي بتفسير يكون في غالبية الناس حسب مواقفهم وأفكارهم في (لو حسوا بما بي يقولون لا بأس) الآن هو يتمنى أن يعايد الناس بما يشتهون ولكن الحيرة والعشق تبقى خالدة في ذاكرته، هذا التوجه رافقه القراءة الجادة في التنوع الموسيقي والأداء الصعب وإعطاء الكلمة مجالها في الأداء التطريبي حتى لو كانت بصيغ أخرى كأداء الموقف (الحزن)، هنا يبقى الجرس الموسيقى يعطي تأثيرا مباشرا للحالة التطريبية بتنغيم رموزها الادبية علاوة على التصوير الموسيقي والخلفيات الاتية من الالات المعاصرة من الكمنجات وهو يبقى توزيعا متناسبا مع اللغة في الشعر المغنى. لا صرت عندي وقتي أعياد وأعراس حتى ولو في وسط سجن الحديدي لو دلني عن ليلة القدر نوماس والله ما اطلب غير شوفك مزيدي. تغير في المشهد والصورة الحسية من حيث الاداء الغنائي والتوزيع اللحني، وهي تعطي دلائل للحالة المتطورة والحس بالموقف في الاغنية، سعود بن بندر (رحمه الله) حالة استثنائية في الموقف والجميل بالاحساس في الحب، هناك ثقة ورقي وفخامة في استخدام الجمل الكلاسيكية في الكلمة ولذا كانت التيم اللحنية ترافقها في الابداع والتميز. من تحت ماطا الرجل ليما هامة الرأس كلش هويته فيك والله شهيدي لقيت بك ذوقي وأنا قاطع اليأس ومعك ابتدا يحيى الأمل من جديدي. (وانا اعايد الناس) جمل رائعة في الكلمة واللحن والاداء الكلاسيكي المعتاد منذ بزوغ نجم عبدالكريم، وبلاشك هذا العمل كان إشارة للاداء الجديد بالنسبة لعبدالكريم في الكلمة واللحن النجدي العميق بالجذور الماصلة من أرضية خصبة تنوع فيها بحديث النفس للنفس، هي من الماضي لعبدالكريم عبدالقادر وبداية التميز بالكلمة النجدية الأصيلة والمعاناة في العشق، سعود بن بندر (رحمه الله) تنوع في الكلمة جالت بين المطربين لم يكون ثنائيا بل كالنحل الذي يأخذ من الزهر رحقا لينتشي به، (انا اعايد الناس) لغة جميلة للعاشق الخجول ذهبية ناصعة. [email protected]